إن آخر التطورات الملحمية الجارية في #كوريا_الشمالية وتهديد الرئيس #كيم_جونغ-أون بالهجوم على #الولايات_المتحدة أو الأراضي التابعة لها أو حلفائها، جعل الكثيرين يتساءلون عما إذا كان قادرا على ذلك (وربما قد يكون قادرا بالفعل)، ولكن هل سيقدم على اتخاذ قرار بالهجوم فعلا؟
إن الإجابة عن هذا النوع من الأسئلة يأتي في سياق تقارير يقوم بإعدادها #محللون_استخباراتيون ومعهم بالضرورة خبراء في رسم صورة و #خريطة_نفسانية للرئيس الكوري الشمالي.
ومن المصادر العامة للمعلومات عن التخصص تأتي وحدة دراسة الشخصية في السياسة (يو إس بي بي)، وهو مشروع بحثي يترأسه أستاذ علم النفس أوبري إملمان. يعرض موقع “يو إس بي بي” صفحة مخصصة لشخصية كيم جونغ-أون، والتي يتم تحديثها بشكل متقطع كلما توافر مزيد من المعلومات عنه.
تقييم خاطئ
كان التقييم المبدئي للفريق، الذي نشر في نيسان/إبريل 2013، هو أن كيم زعيم متعاون، يتميز بصفات مثل القدرة على الاتفاق، والجاذبية، والاحتياج للحصول على القبول على المستوى الدولي. وخلص فريق علماء النفس إلى أن شخصية كيم لا تتسق مع استمرار كوريا الشمالية في القتال، الأمر الذي دفع البعض آنذاك للتساؤل عما إذا كان هناك شخص آخر يدير كوريا الشمالية فعلا وأن كيم لا علاقة له بمقادير الأمور في بيونغ يانغ؟
كان هذا الملف النفسي لبقا تماما، ولكن يبدو بالتأكيد أنه كان يعج بالأخطاء في النتائج والاستدلالات.
كيم الشاب اللطيف
والطريف أنه، في آب/أغسطس 2012، كان أحد كتاب المقالات في موقع “فورين بوليسي” قد حذر من أن “النظام الكوري الشمالي لن يتغير ويصبح ودودا لمجرد أن كيم الصغير درس في سويسرا، أو أنه يحب ميكي ماوس، ولديه زوجة فاتنة”. وفي الواقع، إن عدوان كوريا الشمالية لم يزد إلى مثل هذا الحد إلا في السنوات القليلة الماضية.
تحديث ملف كيم جونغ-أون
وفي نيسان/إبريل من ذلك العام، قام فريق بروفيسور إملمان بتحديث ملف كيم مع تقييم مفصل آخر. ومرة أخرى، وجدوا أن هناك سمات شخصية للرئيس الكوري الشمالي حميدة نوعا ما، بل وإنه يتحدث بنفس أسلوب الرئيس الأميركي، وتحديدا في مجالات مثل القوة والتعاون. في الواقع، يخلص مؤلفو الدراسة النفسانية إلى أن كيم “في أسوأ الأحوال، ليس لديه سوى استعداد معتدل للسلوك العدواني”.
بيد أنه يصعب الاعتقاد بصحة هذا التحليل، خاصة وأن كيم أمر بقتل أخيه غير الشقيق كيم جونغ – نام، في شباط/فبراير. ولكن من المرجح أن يحذر المحللون من أنه من السهل جدا خلط الملف النفساني الشخصي للزعيم الفردي مع تصرفات النظام. ويمكن أن يبرروا مثلا أن مستشاري كيم هم من نصحوه بقتل أخيه غير الشقيق، وأنه وافق على النصيحة وأمر بفعل ذلك. وتؤكد بعض الدوائر أنه بدون الوصول إلى المعلومات السرية الموثوقة – غير المتاحة بالطبع لمؤلفي الدراسة – فإن التحليل النفساني للرئيس كيم جونغ-أون ربما يكون كمحاولة قراءة أوراق الشاي.
هل يشن كيم هجوماً على أميركا؟
ما الذي يمكن أن يخبرنا به الملف النفسي عما إذا كان كيم سيشن هجوما؟ ليس كثيرا، على ما يبدو. وحتى لو كان صحيحاً أن كيم ليس عدوانيا شخصيا، فقد أصبح واضحاً أنه سمح لنظامه بأن يتصرف بهذه الطريقة. إن كوريا الشمالية يمكن وصفها بالمخزن الضخم للسلاح، بل وربما أنها تمتلك برنامجا للأسلحة البيولوجية.
رأي الخبراء العسكريين
ويرى الخبراء العسكريون أنه عندما يقوم شخص ما، أيا ما كانت طبيعته الفردية، بإطلاق تهديدات بشن هجوم وهو بالفعل محاط بهذا الكم من المدفعية وقاذفات الصواريخ والقنابل المدمرة، يجب أن يؤخذ على محمل الجد. لا يمكن انتظار تحليلات للحالة النفسانية ولا السمات الشخصية للوصول إلى هذا الاستنتاج. وينصحون بضرورة اتخاذ كل الإجراءات الكفيلة بمنع تحول هذه التهديدات إلى مرحلة التنفيذ بكل السبل.