أطلق عليه الفنانون العرب لقب “أنتوني كوين الشرق”، بعد أدائه للشخصية نفسها التي أداها كوين في النسخة الأجنبية من فيلم “القادسية”، كما أنه عُرف بـ “شرير الشاشة” صاحب الأسلوب المتفرد، الفنان محمود محمود المليجي الذي رحل عن عالمنا في 6 يونيو عام 1983، تاركًا تاريخ فني حافل جعله أحد روّاد السينما المصرية وأهم نجوم الزمن الجميل.
واستطاع الفنان القدير محمود المليجي أن يتقمص كل أدواره بإتقان وبراعه وأن يعيش فيها ويقدمها بكل صدق حتى أنه تقمص مشهد الموت فى أخر أفلامه “أيوب” مع العالمي عمر الشريف، فمات فيه بالفعل، لقد أحب محمود المليجي التمثيل و مات فيه “حرفيًا”.
حيث أنه في السادس من يونيو عام 1983، كان الفنان محمود المليجي يصور أحد مشاهد فيلم «أيوب» مع الفنان الراحل عمر الشريف، ووفقًا لرواية مخرج الفيلم هاني لاشين، فإن المليجي كان يصور مشهد وفاته، وقال للشريف: «يا أخي الحياة دي غريبة جداً، الواحد ينام ويصحي وينام ويصحي ويشخر» وأومأ رأسه للأسفل ليطلق صوتًا، فأبدى الحضور دهشتهم من إبداع المليجي في المشهد، حيث حدثه عمر الشريف قائلاً: «خلاص يا محمود أصحى المشهد خلص» إلا أن الأخير قد فارق الحياة في هذه اللحظة وسط حالة من الصدمة انتابت أسرة الفيلم.
وحملت أسرة الفيلم جثمان المليجي إلى منزله بحي الزمالك، حيث رفضوا إبلاغ زوجته الفنانة علوية جميل بنبأ وفاته فقالوا لها بأنه يعاني من إغماءه بسيطة، وقاموا بالاتصال بالطبيب الذي أكد نبأ الوفاة إثر إصابته بأزمة قلبية حادة.
وعن حياته العاطفية، فمن المعروف قصة الزواج التي جمعت بين محمود المليجي و الفنانة علوية جميل بعد أن تعرفا سوياً في فرقة يوسف وهبي، وأحبته جميل بشدة وانجذبت له وظلت تبحث عن فرصة كي تقترب منه، وبالفعل حينما توفيت والدته كان لا يملك عشرين جنيهاً مصاريف الجنازة، فأعطته علوية جميل المبلغ كي تنقذه من الأزمة، وهذا ما جعله يشعر بأنها محل والدته وقرر الزواج منها عام 1939.
ولكنه كان يشعر تجاهها بمشاعر الأم وكانت تتحكم في حياته ومواعيد زيارة اصدقائه، فجعله هذا الأمر يبحث عن ،الحب طوال حياته. وبالفعل وقع في حب لولا صدقي وكان يفكر بالزواج منها لكنه خاف من زوجته ولكن مع الوقت قرر الزواج في عام 1963 ولكن من زميلته في فرقة إسماعيل ياسين وهي درية أحمد، وحينما علمت زوجته علوية أجبرته على تطليق درية، ورضخ لقرارها إذ كانت تسيطر عليه فقد كان معروفاً بضعف شخصيته أمامها.
وعاد ليقرر الزواج مرة أخرى من الفنانة الراحلة سناء يونس، والتي حكت الأمر للناقد طارق الشناوي، وبأن الأمر كان سرا حفاظا على مشاعر زوجته الاولى، فلم تكن تريد إغضابها وقد تعرف على سناء يونس أثناء تصوير مسلسل “ظلال السنين” عام 1964 ، ولكن بدأ الحب بينهما أثناء تصوير فيلم “عيب يا آنسة” وتم الزواج في السبعينيات. وبعد وفاته رفضت سناء يونس أن تشارك علوية الميراث حفاظًا على عهدها مع المليجي أن يبقيا زيجتهما سرًا.
ويبدو أن هذه القصص ليست الأغرب في حياة شرير السينما المصرية محمود المليجي، حيث كشف في مذكراته، أنه قام بدفن شقيقته حية، حيث كانت تعاني من مرض خطير على مدار 20 عاما، وفي النهاية توفيت وهو من قام بدفنها.
ويقول محمود المليجي في مذكراته: “بعد سنوات طويلة، ذهبت إلى المقابر لدفن أحد أقاربي، وعندما فتحت المقبرة، وجدت شقيقتي في مكان آخر غير الذي وضعتها به، وحينها تأكدت بأنها كانت في غيبوبة ومازالت على قيد الحياة عندما دفنتها”.