أكد وزير الخارجية المصري الأسبق أحمد أبوالغيط أن مصر تتابع النشاط الإيراني في التشييع وإنشائها للمراكز الإسلامية لنشر الفكر الإيراني والمنهج الشيعي.
وقال إن مصر هي بلد الأزهر التي تسعى إلى الحفاظ على الإسلام في تلك الدول، وهناك محاولات للتبشير من الدول الغربية، ولذلك مصر كانت بين شقي الرحى في التشييع والتبشير، وكان يجب أن تعمل مصر على الحفاظ على الهوية الإسلامية حسب منهج الأزهر.
وتحدث أبوالغيط قائلاً إن المدرسة الدبلوماسية المصرية تؤمن بحشد الدول الإسلامية والعربية من أجل دور إقليمي أكبر.
وأكد في برنامج “الحدث المصري” الذي يقدمه الإعلامي محمود الورواري على “العربية”، أنه كان يعمل على تجميع تركيا وإيران ومصر في كتلة واحدة بالإضافة إلى العلاقات المصرية العربية.
وأكد أنه نقل للرئيس السابق مبارك وجهة نظر الدكتور محمد البرادعي في عودة العلاقات مع إيران وطلبه إرسال مبعوث مصري محنك إلى إيران لبحث إعادة العلاقات مع إيران وكيفية تحقيق التقارب المطلوب.
وقال إنه ثمّن فكرة الدكتور البرادعي واختيار الدكتور مصطفى الفقي في أن يكون المبعوث المطلوب إلى إيران لخبرته وحنكته السياسية، مشيراً إلى أن مبارك كان لديه مشكلة مع إيران وبالتحديد مشكلة أمنية خوفاً من التشيّع واختراق الأرض المصرية.
وأضاف أن إيران طلبت مراراً التبادل السياحي مع مصر، ولكن الأجهزة الأمنية رفضت حتى لا يكون هناك من بين السياح مندوبون للدعوة للتشيع ونشر الفكر الشيعي في مصر.
وقال إن مبارك لم يلتق أحمدي نجاد لأنه لا يحب الإحراج والمواجهة، وعندما عرض على مبارك لقاء نجاد في القمة الإسلامية لم يرحب مبارك بهذا ولم يرغب في المشاركة في القمة من الأساس حتى لا يضطر لأن يلتقي أو يُجبر على اللقاء مع نجاد، ولكنه وصل متأخراً بعد بدء الجلسة وانصرف بعد نهاية الجلسة مباشرة.
العمل العسكري الأمريكي في العراق
وأشار أبوالغيط إلى أن الرئيس خاتمي يمثل قدراً كبيراً من الاعتدال، والتقى بمبارك وترك اللقاء أثراً طيباً في نفس مبارك، مؤكداً أن هذا اللقاء كان له الأثر البالغ في تطوير العلاقات بين السفراء المصريين والإيرانيين إيجابياً، بل وحتى تبني وجهات نظر موحدة في أغلب القضايا.
وقال إن التصعيد الغربي على إيران بدأ مع زيادة النشاط النووي الإيراني، مضيفاً أن الجانب الأمريكي والغربي طلبا من مصر الوقوف معها ضد إيران، وقامت مصر بالتصويت لإحالة الملف إلى مجلس الأمن لأنه تم اكتشاف نشاط نووي إيراني خفي يمكن أن يساعد إسرائيل على النشاط النووي من دون أن يتم تطبيق أية عقوبات عليها أو اتخاذ مواقف ضدها.
وأضاف أن إيران كانت ترغب في استمرار الولايات المتحدة في العراق لأطول فترة ممكنة حتى تمثل ابتزازاً دائماً لها، وكان هذا سيساعد إيران في السيطرة على العراق ويتم تقطيعه بين إيران والولايات المتحدة.
وكشف أن هناك مقولات تردّدت حول عدم رغبة إيران في ظهور مصر على المسرح العراقي ثانية، مشيراً إلى أنه بعد اغتيال السفير إيهاب الشريف قرر مبارك الخروج الكامل من العراق خشية على باقي السفراء وأعضاء البعثة الدبلوماسية المصرية، غير أنه رفض مقترح مبارك وأكد تواجد عدد قليل بتأمين شديد حتى يستمر الوجود المصري في العراق.
وقال أبوالغيط إن مصر كانت ترفض تماماً العمل العسكري الأمريكي في العراق، مشيراً إلى أن الرفض المصري أدى إلى طلب واشنطن قوات من الدول الإسلامية من بينها مصر ولكن المشروع أجهض تماماً.
وأكد أن مصر تم إبلاغها بوجود شحنة أسلحة سيتم تهربيها من إيران إلى لبنان عبر قناة السويس، ولم تقم مصر بالتدقيق في هذا الأمر لأن تقوية عدو إسرائيل كان يمثل مصلحة لمصر سواء بتقوية الجيش السوري أو حزب الله.