أكثر من يتمنى “نعم” من الكونغرس الأميركي، اليوم الاثنين، لمعاقبة الرئيس السوري بشار الأسد بضربة عسكرية، هي الأرواح المنسية لأكثر من 112 ألف قتيل زهقها نظامه في 900 يوم تقريباً، لأن عكسها هو أكبر هدية بعيد ميلاده الأربعاء المقبل في 11 سبتمبر، حيث يشعل شموع الفرح، بينما تشعل أميركا شموع الحزن على قتلاها بتفجيرات ذلك اليوم من 2001 بواشنطن ونيويورك.
والغريب أن وزارة الأوقاف السورية، وهي التابعة لنظام يزعم أنه علماني، دعت الخميس الماضي إلى الصيام، اليوم الاثنين، وإلى حملة مليونية فيه أيضاً لقراءة أدعية “حسبنا الله ونعم الوكيل وأستغفر الله وأتوب إليه”، بحسب ما أوردته وكالة “سانا” الرسمية للأنباء، علماً أن النظام “العلماني” هو من “هدم أكثر من 1450 مسجداً منذ بداية الثورة قبل 30 شهراً”، طبقاً لإحصائية من “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” ومقرها لندن.
شيء شبيه قاله المقيم في العاصمة البريطانية، زهير سالم، عضو المجلس الوطني، المعتبر أكبر تكتل بالائتلاف السوري المعارض، حين وصف دعوة الوزارة بأنها “تتنافى مع علمانية الدولة التي يدّعي بشار الأسد أنها طابع للحكم في سوريا بفصل الدين عن الدولة”، مضيفاً أن النظام “يستخدم ويسخّر الدين والمذهب والطائفة في خدمة مشروعه للبقاء بالسلطة”، على حد ما نقلت وكالة “الأناضول” التركية للأنباء عن لسانه السبت الماضي.
طبول الحرب التلفزيونية تسبق التصويت
لكن ساحة المعركة الحقيقية اليوم الاثنين بالذات، هي في واشنطن، حيث سيحاول الرئيس الأميركي باراك أوباما المستحيل للتأثير على أعضاء الكونغرس وتأمين “نعم” ضرورية، فاليوم سيجري 6 مقابلات تلفزيونية لعرض المزيد من الأدلة قبل التصويت الحاسم. كما أفرجت إدارته السبت الماضي عن 13 فيديو، انفردت “العربية” بأهمها، وفيها من اللقطات المؤثرة عمن تمكن منهم الغاز السام، ما قد يؤثر في أعضاء الكونغرس أيضاً.
ومع أن 56% من الأميركيين يعتقدون أن الولايات المتحدة “لا يجب أن تتدخل في سوريا، بينما وافق 19% منهم فقط على الضربة”، بحسب استطلاع أجرته “رويترز/أبسوس” ونشرته السبت الماضي، واطلعت عليه “العربية.نت” أيضاً.
إلا أن إحصاء لشبكة “سي.إن.إن” التلفزيونية الأميركية، بثت نتائجه السبت أيضاً، أكد أن 25 عضواً بالكونغرس “يؤيدون استخدام القوة العسكرية، بينما يعارضه 19 فقط”، فيما لم يحسم الباقون موقفهم، وعلى هؤلاء يأمل أوباما بالحصول على “نعم” تشفي غليل السوريين.
الأسد من جهة ثانية سبق أوباما باللجوء إلى سلاح المقابلات التلفزيونية، فنفى في أولها مع “سي.بي.إس” الأميركية، أمس الأحد، مسؤوليته عن استخدام الأسلحة الكيماوية، وقال إنه لا يوجد أي دليل على استخدامه للغاز السام، وسريعاً علقت على إنكاره متحدثة باسم البيت الأبيض عبر “العربية” الأحد، وقالت: “نحن لا نتفاجأ بتصريحات من شخص قتل الآلاف من شعبه، بمن فيهم مئات من الأطفال بالغازات السامة، وأنه يكذب علينا”.
وهناك ما سيجعل الأسد يتريث لتحضير الاحتفال بعيد ميلاد سعيد هذا العام، وهو أن معظم الترجيحات تؤكد أن ينال طلب التفويض بالعمل العسكري موافقة 60 من بين 100 عضو بالكونغرس، وهو ترجيح إذا تحول إلى “نعم” فعلية اليوم، فلن يسمع الأسد “سنة حلوة يا جميل” كما اعتاد في كل 11 سبتمبر من كل عام، ولا زغاريد ومفرقعات أيضاً، بل صواريخ بالعشرات وتكبيرات من قبور عشرات آلاف القتلى السوريين.
ريح ينفخك يا بعيد
قال عيلة كلاس هن حلال الفرحة عليعن وحرام ع غيرهن
هن بيعرفو قيمة الاولاد بس غيرن ما بصير يفرحوا
الله ينصرك ياأسد يابطل ولتموتو بغيظكم أيها الخائنين
انشالله عيد ميلاد سعيد ياقائدنا وعقبال مية سنة