(CNN)– يرى محللون أمنيون أن ضربة طائرة بدون طيار ربما قضت على الداعية الأمريكي ذوي الأصول اليمنية، أنور العولقي، لكنها لم تقضي على أفكاره حول الجهاد.
ويبرز ذلك جلياً خلال توجيه الاتهام لجوهر تسارناييف، المتهم مع شقيقه تامرلان، بتنفيذ تفجير بوسطن، الذي راح ضحيته 3 قتلى وعشرات الجرحى في 15 أبريل/ نيسان الماضي، حيث اتضح أن الأول اطلع على كتابات للعولقي دعا فيها المسلمين إلى عدم الولاء لدول غزت أراضي المسلمين، كالولايات المتحدة.
كما كتب جوهر، وقبل أربعة أيام من عملية بوسطن، تعليقاً عكس تأثير العولقي قائلاً: الحكومة الأمريكية تقتل المدنيين الأبرياء، والمسلمين جسد واحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد.”
ويرى بيتر بيرغن، محلل الأمن القومي بشبكة CNN ومدير “مؤسسة أمريكا الجديدة” وديفيد ستيرمان، بأن قضية تسارناييف ليست سوى جزء يسير لا يذكر من المليشيات “الأمريكية” المتأثرة بأفكار العولقي.
فبحسب إحصائية أجرتها “مؤسسة أمريكا الجديدة” فإن أكثر من 24 من “الجهاديين المتشددين في الولايات المتحدة، ممن جرى اتهامهم أو إدانتهم بالإرهاب، أو قضوا أثناء “الجهاد” منذ عام 2001، إما قرأوا أفكار العولقي أو كانوا على اتصال به.
وبرز اسم الداعية الأمريكي، الذي اغتالته ضربة طائرة أمريكية بدون طيار في اليمن عام 2011، بقوة لدى محاكمة أعضاء خلية خططت لمهاجمة قاعدة فورت ديكس العسكرية جنوبي نيوجيرسي عام 2007، بعدما رصد رادار مكتب التحقيقات الفيدرالية “اف بي آي” اسمه لاتصاله باثنين من منفذي هجمات 11 سبتمبر/ أيلول عام 2001.
ورحل العولقي، الذي كان يعمل إماما بمسجد في فيرجينيا عام 2002 إلى المملكة المتحدة ثم اليمن؛ حيث قضى فترة من الوقت سجيناً عام 2007، حيث خرج منها أكثر راديكالية وتشدداً تجاه الولايات المتحدة، وهو ما انعكس بوضوح في خطبه التي لاقت رواجاً شديداً على الشبكة العنبكوتية، لينضم لاحقاً إلى القاعدة في شبه الجزيرة العربية، كمستشار روحي للتنظيم، الذي يعتبر من أكثر أفرع القاعدة نشاطاً.
وانخرط عقب ذلك في التخطيط لعمليات القاعدة، ولعب دوراً رئيسياً في تجنيد عملية “مفجر الملابس الداخلية”، النيجيري عمر الفاروق عبد المطلب، لتفجير طائرة أمريكية أثناء طيرانها فوق ديترويت، عشية أعياد الميلاد في 2009.
ومن أبرز المتأثرين بالعولقي الطالب البنغلاديشي قوازي نفيس، 21 عاماً، الذي اعتقل بتهمة التخطيط لتفجير الاحتياط الفيدرالي الأمريكي بنيويورك، بجانب راندي نيلسون، ومحمد أبوخضر، اللذين اعتقلا أثناء توجههما للسفر للقتال إلى جانب حركة “الشباب” الصومالية، والرائد نضال مالك حسن، المتهم بفتح النار وقتل 13 شخصاً في قاعدة فورت هود بتكساس.
ويقول المحللان إن تفجيري بوسطن شاهد ماثل يذكر الجميع بأن العولقي لا يزال مؤثراً حتى من تحت قبره.
ويشار إلى أن ما وارد بالمقال لا يعبر سوى عن آراء المحللين.