(CNN) — قالت مسؤولة أمريكية سابقة إن خطاب الرئيس باراك أوباما حول السياسية الخارجية الذي ألقاه الأربعاء حمل عدة رسائل متضاربة بحيث يصعب شرحها، مضيفة أن على الناس مراقبة كيفية ترجمة الأقوال إلى أفعال، مؤكدة أن الموقف على الأرض في سوريا والذي يجذب الكثير من الجهاديين الأجانب سيكون محور اهتمام في الفترة المقبلة.
ففي مقابلة مع CNN قالت ميشال فلورنوي، وكيلة وزارة الدفاع السابقة للشؤون السياسية والمرأة التي تولت أرفع وظيفة شغلتها النساء في تاريخ البنتاغون: “الإدارة الأمريكية تحاول بالتأكيد إعادة ترتيب طروحاتها والخروج من الموقف الدفاعي إلى موقف جديد يطرح نظرة فاعلة للدور الأمريكي في العالم، ولكنني أظن أن المشكلة ستكون ترجمة الخطاب إلى أفعال وسياسيات.”
ولكن فلورنوي أشارت إلى وجود رسائل متضاربة في خطاب أوباما تتعلق بالحرب واستعداد واشنطن للذهاب لها مضيفة: “الفروق المحددة في الخطاب ضيقة لدرجة يصعب شرحها للآخرين، لأن الرئيس يقول إن الوقت قد حان لإنهاء عقد من الحروب والانكباب على إصلاح الاقتصاد ولكنه يقول أيضا إن أمريكا مستعدة لحماية مصالحها وعليها أن تواصل انخراطها بالملفات الدولية.”
وأضافت: “نحن أمام خطاب حذق، الرئيس يشد ويرخي من خلال الخطاب، وأظن أن كل شخص سيسمعه بطريقة مختلفة”
وحول ما إذا كان خطاب أوباما قد حمل جديدا بما يتعلق بالموضوع السوري الذي تضغط عدة دول في المنطقة على الإدارة الأمريكية لتلعب دورا أكبر فيه فلورنوي: “الأمر الوحيد المختلف هو ما سمعته عن رغبة الرئيس بزيادة العمل مع الدول المجاورة لسوريا من أجل مساعدتها على تحمل عبء اللاجئين ومنع تمدد الصراع، ولكنه لم يشر إلى كيفية القيام بذلك، سيكون علينا الانتظار لرؤية ما إذا كان هناك مبادرات جديدة.”
وحذرت فلورنوي من أعداد المقاتلين الأجانب في سوريا، وخاصة الذين يقاتلون في صفوف الجماعات المرتبطة بتنظيم القاعدة قائلة: “لدينا الكثير من القلق حول عدد المقاتلين الأجانب الذين يتدربون في سوريا ويحصلون فيها على خبرات قتالية، وكذلك يقلقنا عدد الجهاديين الذين يتطلعون إلى نقل خبراتهم الإرهابية إلى بلدانهم في الغرب، وبالتالي أرى أن الرئيس أوباما يركز على استراتيجية جديدة لمواجهة الإرهاب تركز على بناء قدرات الدول الشريكة لنا لمواجهة التهديد على أرضنا وأظن أن المشكلة السورية ستكون التحدي الأكبر في الفترة المقبلة.”
وحول ما يؤكده محللون من ضرورة أن تتولى أمريكا دورا قياديا عالميا نظرا لعدم قدرة أي دولة ديمقراطية أخرى على القيام بذلك قالت فلورنوي: “أؤمن بأننا نلعب دورا متميزا في العالم، وأظن أن الرئيس أوباما أشار إلى ذلك باستخدامه مصطلح ’الفرادة الأمريكية‘، ولكن الخلاف هو على معنى هذه ’الفرادة‘ وما يترتب عليها، هل علينا السير دائما بخيارات عسكرية كاملة، وهو أمر لا أظن أن أحدا يطالب به في سوريا، أو رفع اليد عن الملفات الدولية كليا.”