ذكر تقرير صحافي أن وزير الدفاع المصري، الفريق أول عبدالفتاح السيسي، التقى مؤخراً الكاتب الصحافي المصري، محمد حسنين هيكل. وقالت مصادر إن اللقاء استمر بين الطرفين نحو 4 ساعات، وشمل مناقشات لعدد من القضايا المطروحة، وحالة الاستقطاب الحادة الحالية بين القوى السياسية، وانعكاسها على العلاقة بين الجيش والشعب، نقلاً عن صحيفة “اليوم السابع” المصرية، الأربعاء.
وأكدت المصادر أن هذا اللقاء يأتي في سياق اتصالات يحرص السيسي على إجرائها مع هيكل على فترات متقطعة، وتأتي من باب الاستماع إلى نصائحه، كما أنها تأتي من زاوية التقدير الكبير الذي يحمله وزير الدفاع لـ”هيكل”، والذي يخاطبه بلقب “الأستاذ” في أي اتصالات بينهما، كما أن السيسي يُعد قارئاً جيداً لمؤلفات هيكل، ومتابعاً لمجمل كتاباته، بحسب التقرير المذكور.
وضربت المصادر أمثلة من هذه الاتصالات، مشيرة إلى قيام وزير الدفاع بتهنئة هيكل بعيد ميلاده التسعين يوم 23 سبتمبر/أيلول الماضي، وإرساله باقة ورد إليه محملة بمحبة وتقدير كبير منه للكاتب الكبير، كما أجرى السيسي اتصالاً بـ”هيكل” وقت دعوة وزارة الدفاع للقاء “اجتماعي” يجمع القوى السياسية، وكانت ذلك أثناء المظاهرات التي أدت إلى حالة استقطاب سياسي حاد بعد الإعلان الدستوري للرئيس محمد مرسي، وأبدى هيكل وقتها عدم تحمسه لهذه الدعوة، وقال لـ”السيسي” إنها تأتي في أوقات ملتبسة، مما قد يشجع على العودة إلى الهتافات الرافضة للحكم العسكري، والتي تواصلت ضد المجلس العسكري برئاسة المشير طنطاوي، وكان هذا الرأي مرجحاً لإلغاء الدعوة التي أثارت جدلاً كبيراً في حينها.
وقالت المصادر إن لقاء الساعات الأربع الأخير، جاء حسب طلب السيسي وبمبادرة منه، وامتد اللقاء إلى هذه الفترة الزمنية لعمق المناقشات بين الطرفين. وأضافت أنه كان هناك توافق بين وزير الدفاع وهيكل حول وضع القوات المسلحة بين تصارع القوى السياسية الموجود الآن، واستشعار بعض هذه القوى بالقلق من عودة تدخل الجيش في العملية السياسية، وتأكيد السيسي على أن الجيش لا يضع في مخططاته التدخل في العلمية السياسية من بعيد أو قريب، وأن التحدي الأكبر أمامه الآن هو ترميم ما حدث أثناء المرحلة الانتقالية، والتي حاول البعض استثمارها في إحداث شروخ بين الجيش والشعب، على الرغم من دور الجيش في حماية الثورة، واحترام الجيش للشرعية التي جاءت عبر صندوق الانتخابات.
وقالت المصادر إن لقاء “الأربع الساعات” شمل مناقشات عميقة حول الأوضاع في سيناء، وتأكيد هيكل أن الحل السياسي والتنموي لما يجري في سيناء هو الذي يقود الحل الأمني وليس العكس.
وقالت المصادر إن العديد من القيادات السياسية البارزة في المعارضة والحكم تذهب إلى هيكل، ومن بينها قيادات “إخوانية” متنفذة، وأكدت أن الدكتور محمد البرادعي منسق جبهة الإنقاذ زار الكاتب الكبير في الفترة الماضية، وآخرها قبل أيام قليلة.
يذكر أن الكاتب الصحافي كان قد كشف من قبل أنه التقى المشير محمد حسين طنطاوي أثناء قيادة المجلس العسكري للمرحلة الانتقالية، وتحديداً بعد الانتخابات البرلمانية التي فاز فيها حزب الحرية والعدالة. وقال هيكل إنه نصح طنطاوي وقتها بإسناد رئاسة الحكومة للدكتور محمد مرسي باعتباره رئيساً لحزب الحرية والعدالة.