فرانس برس- تظاهر الآلاف، الخميس 25 يوليو/تموز، في مركز ولاية سيدي بوزيد (وسط غرب تونس) وأحرقوا مقر الولاية إثر اغتيال النائب المعارض بالمجلس التأسيسي محمد البراهمي المتحدر من ولاية سيدي بوزيد، كما أضرم المحتجون النار في مقرين محليين لحركة “النهضة” الإسلامية الحاكمة.
وبحسب ما ذكرت وكالة “فرانس برس” فإن أكثر من 1000 شخص تظاهروا أمام مقر الولاية مرددين شعارات معادية لحركة النهضة الإسلامية الحاكمة ولرئيسها راشد الغنوشي مثل: “يا غنوشي يا سفاح.. يا قتال الأرواح”، و”يسقط جلاد الشعب.. يسقط حزب الإخوان”.
كما خلع محتجون باب مقر الولاية وأضرموا النار في مكاتب بطابقها الأرضي. وقال مهدي الحرشاني الذي يقيم في سيدي بوزيد: “خرج الآلاف إلى الشوارع. الناس يسدون الطرق ويشعلون النار في الإطارات.. الناس غاضبة جداً”.
ونقل عن شهود عيان أن الآلاف خرجوا في تظاهرات في عدد من مناطق ولاية سيدي بوزيد التي انطلقت منها شرارة الثورة التونسية التي أطاحت في 14 يناير/كانون الثاني بالرئيس السابق زين العابدين بن علي.
اتهام لحركة “النهضة”
وكانت شهيبة البراهمي، شقيقة المعارض الراحل، اتهمت حركة “النهضة” الإسلامية باغتيال محمد البراهمي. وقالت: “حركة النهضة هي التي قتلت أخي.. منذ اغتيال (المعارض اليساري) شكري بلعيد (في 6 فبراير/شباط الماضي) كان لدينا إحساس بأن محمد (البراهمي) سيلقى نفس المصير”.
وأضافت وهي في حالة انفعال شديد: “لا نريد بعد اليوم أن يعيش معنا أصحاب اللحى (الإسلاميون)”.
وقالت مباركة البراهمي، أرملة المعارض الراحل، إن “العصابة المجرمة قتلت البراهمي الصوت الحر”، إلا أنها لم تحدد من تعتقد أنهم قتلوا زوجها.
وأعلن رئيس المجلس التأسيسي في تونس أن الجمعة سيكون يوم حداد عام بعد اغتيال البراهمي.
وتجمع الآلاف أمام وزارة الداخلية في تونس العاصمة احتجاجاً على اغتيال البراهمي. وهتف المحتجون بشعارات تندد بالحكومة وطالبوا باستقالتها ورددوا: “يسقط حكم الإسلاميين”.
عصيان مدني مفتوح
وأعلنت وكالة الأنباء الرسمية أن مكتب الاتحاد العام التونسي للشغل (المركزية النقابية) في ولاية سيدي بوزيد، دعا إلى عصيان مدني مفتوح وإسقاط حكومة “الالتفاف على الثورة” التي حملها المسؤولية عن اغتيال محمد البراهمي.
وأضافت أن مكتب الاتحاد دعا إلى “ملازمة الهدوء وتجنّب الفوضى والانفلات من أجل المحافظة على الأرواح والممتلكات الخاصة والمرافق العمومية”.
هذا وأدانت رئاسة الجمهورية التونسية اغتيال البراهمي، معتبرة أن منفذيها يهدفون إلى الزج بالبلاد نحو “التناحر والعنف”.
وقالت في بيان: “تدين رئاسة الجمهورية الجريمة النكراء التي اختار المخططون ذكرى عيد الجمهورية موعداً لتنفيذها”.
وقال راشد الغنوشي، رئيس حزب النهضة، إن اغتيال البراهمي يستهدف “تعطيل المسار الانتقالي الديمقراطي في تونس ووأد النموذج الناجح الوحيد بالمنطقة خاصة بعد العنف في مصر وسوريا وليبيا”.
ووصف الأمين العام لحركة النهضة حمادي الجبالي الذي اضطر للاستقالة من منصب رئيس الوزراء بعد اغتيال بلعيد في فبراير/شباط قتل البراهمي بأنه الحلقة الثانية من مؤامرة ضد الثورة وتونس.
وتوقع الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل حسين العباسي وقوع “حمام دم”.