(CNN) — شنت جماعة الإخوان المسلمين في الأردن، المكون المعارض الأبرز في البلاد هجوما الثلاثاء على رئيس الحكومة عبد الله النسور، معتبرة أن مواقفه المعارضة انقلبت منذ استلامه كرسي الرئاسة، فيما وصفت الانتخابات النيابية المقبلة “بالمهزلة”.
وكشفت قيادات في الجماعة خلال مؤتمر صحفي عقد في العاصمة الأردنية، عمان، الثلاثاء، عن مواجهتها لإشكاليات تتعلق بارتفاع سقوف مطالب الحراكات الشعبية والقواعد الداخلية لها بشأن “شعار إصلاح النظام”، قائلة إنها لم تعد تكتفي بذلك الشعار، فيما تستعد الحركة لتنفيذ فعالية مركزية الجمعة للمطالبة بالإصلاح.
ويأتي المؤتمر الصحفي قبل أيام قليلة على إجراء الانتخابات التشريعية المبكرة في البلاد المقررة في الثالث والعشرين من الشهر الجاري، وسط مقاطعة الإخوان وقوى سياسية وشعبية عديدة.
وتجري الانتخابات وفق قانون انتخاب أدخلت عليه تعديلات طفيفة، بإضافة صوت للقائمة الوطنية، إلى جانب نظام الصوت الواحد المطبق منذ عام 1992.
في الأثناء، أكدت قيادات بارزة في الجماعة خلال المؤتمر الصحفي على موقفها من مقاطعة الانتخابات، وتمسكها بمطلب التعديلات الدستورية الجذرية التي تقلص من صلاحيات الملك، قائلة إن هناك من هم “ملكيون أكثر من الملك نفسه”.
وفي الوقت الذي تتمسك فيه الحركة الاسلامية بشعار ومطلب إصلاح النظام، أقرت بمواجهتها لإشكالية سياسية، مع مطالب قواعدها الاخوانية، وكذلك بعض الحراكات الشعبية التي لم تعد تكتف بمطلب إصلاح النظام السياسي الملكي.
وقال القيادي، مسؤول الحراك في الجماعة، سالم الفلاحات:” لدينا مشكلة مع القواعد ، فالشعب أصبح لا يكتفي بشعار إصلاح النظام .. لكل احد طاقة وسنستمر في الحراك.”
في الأثناء، اعتبر الإخوان أن لا مبرر لديهم للمشاركة في انتخابات “شكلية محكومة بقانون متخلف”، وفي ظل غياب أحقية المجالس النيابية بالتشريع بشكل منفرد.
ورأت قيادات بارزة في الجماعة، أن خيارها في الحراك الشعبي هو المفضل لديها على خيار المشاركة فيما أسمته بـ “مهزلة الانتخابات”، فيما اعتبرت رئيس الحكومة، وهو نائب سابق معارض في البرلمان، بأنه قد انقلب على “نفسه”.
وقال الرجل الثاني في إخوان الاردن زكي بني ارشيد، إن الشعب الأردني له الحق في تحديد المراحل السياسية الأخرى التي يجب الانتقال اليها، مؤكدا أن إخوان الاردن لا يعنيهم الاصطدام مع الجهات الداعمة للعملية الانتخابية.
وقال:” نحن لا نسعى لإفشال الانتخابات لأنها فاشلة أصلا.. ولا نعاني من العزلة السياسية، بل إن المسؤولين هم من يعانون من العزلة السياسية.”
وعلقت قيادات الجماعة على تصريحات نسبت لرئيس الحكومة النسور بشأن وصف من يطلب التعديلات الدستورية مجددا بالساعي لإحداث فوضى، بالقول إن هناك أشخاص ملكيون أكثر من الملك نفسه.
وفي السياق، قال حمزة منصور، أمين عام حزب جبهة العمل الإسلامي الذراع السياسية للإخوان:” إن هناك أشخاص ملكيون أكثر من الملك، الذي قال إنه سيورث ابنه ملكية خيرا من سابقتها … يؤسفني أن بعض الناس ينقلبون على أنفسهم الكرسي الدوار ينقلب على رأس صاحبه.”
وكشفت الجماعة عن خطة لتنفيذها لمرحلة ما بعد الانتخابات النيابية للاستمرار في المطالبة بالإصلاح، مشيرا إلى أن هناك سلسلة من الفعاليات سيصار إلى تنفيذها خلال الفترة القليلة المقبلة حتى إجراء الإصلاحات المطلوبة.
إلى ذلك، أكدت قيادات الإخوان بعدم تبنيها لتنفيذ اعتصام مفتوح قبيل الانتخابات، مشيرة إلى ان فعاليتها المركزية الجمعة المقبلة هي فعالية طويلة لكنها ليست مفتوحة، وان الحركة لم تتخذ بعد قرارا بتبني الفعاليات المفتوحة التي أعلنت جهات حكومية قرارا بمنعها.
ورغم الإعلان عن الفعالية المركزية، لم يصدر عن الحكومة الأردنية أي تعليق رسمي على موقفها منها، إلا أن نوفان العجارمة، وزير الدولة لشؤون رئاسة الوزراء، أكد لـموقع CNN بالعربية أن لكل طرف حق التعبير عن رأيه بموجب أحكام القانون.
وقال العجارمة وزير الدولة لشؤون رئاسة الوزراء إن حقوق المواطنين مكفولة بالدستور، ونحن كحكومة ملزمين بتطبيق القانون وبحماية المتظاهرين، شريطة أن لا تتعطل حقوق الآخرين.”
وكان العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني قد حذر في تصريحات له مؤخرا، مما أسماه ” خطر الديكتاتوريات الدينية بدلا من العلمانية”.
فيما علق القيادي بني ارشيد عليها بالقول :” لماذا الحديث إما عن ديكتاتورية علمانية او دينية …الديكتاتوريات جميعها مصيرها الزوال.. الجميع يواجه الإخوان لان لديهم مشروع إصلاحي وهم لم يأتوا على ظهر دبابة ولا بإرادة دولية.”