تعتزم إسرائيل تأسيس منطقة أمنية عازلة داخل الأراضي السورية بعمق 10 أميال “16 كيلومتر تقريباً” على الأقل، وذلك في إطار استعداداتها لمرحلة ما بعد انهيار النظام السوري، حيث تتخوف من شن هجمات عليها بعد أن تقع مخازن الأسلحة السورية في أيدي الثوار، أو في أيدي المجموعات المسلحة التي تحارب النظام حالياً.
وبحسب الخطة الإسرائيلية التي كشفتها صحيفة “صنداي تايمز” البريطانية، فإن الأجهزة العسكرية الإسرائيلية عرضت على رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو مشروعاً لإقامة هذه المنطقة العازلة يهدف إلى حماية الحدود البالغ طولها 47 كيلومتراً، والتي تفصل بين سوريا وإسرائيل، وذلك في حال فقد نظام الرئيس بشار الأسد السيطرة على هذه المناطق الحدودية.
والمنطقة الأمنية العازلة التي يعتزم الاسرائيليون إقامتها على حساب الأراضي السورية ستكون على غرار المنطقة التي كانت مقامة في جنوب الأراضي اللبنانية بعمق 16 ميلاً، وكان جيش لبنان الجنوبي الحليف لإسرائيل يتولى العمل فيها خلال الفترة من العام 1982 وحتى العام 2000.
ونقلت “صنداي تايمز” عن مصدر عسكري إسرائيلي مطلع على الخطة قوله: “تم عرض خطة دفاعية مكثفة على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من أجل حماية المناطق الحدودية الإسرائيلية، بعد سقوط- وربما قبل سقوط- نظام الاسد”، مشيراً إلى أنه “في حال ظل الوضع غير مستقر في سوريا، فإن المنطقة العازلة قد تستمر لسنوات، مع بقاء القوات الإسرائيلية فيها”.
وتقول الصحيفة البريطانية إن المقاتلين الذين يحاربون ضد النظام السوري وصلوا إلى قرى قريبة جداً من الحدود مع إسرائيل، ومن بينها قريتان تبعدان أقل من ميل واحد “1.6 كيلو متر” عن الحدود الإسرائيلية.
وتأتي هذه الخطة الإسرائيلية بشأن المنطقة العازلة في الوقت الذي تبني فيه إسرائيل حالياً حائطاً معدنياً جديداً على طول الحدود مع سوريا، إلا أنها لا تبدو واثقة من أن هذا الحائط الجديد سيحميها من النيران التي يمكن أن تصلها بعد انهيار النظام السوري.
وكانت إسرائيل قد شنت هجوماً عسكرياً داخل الأراضي السورية تضاربت الأنباء بشأنه، حيث يؤكد الأمريكيون ومعهم المصادر الاسرائيلية أنه استهدف قافلة عسكرية كانت متجهة إلى لبنان لنقل أسلحة سورية إلى حزب الله، إلا أن الرواية السورية قالت إن القصف استهدف مركزاً للأبحاث بالقرب من دمشق.
وتأتي هذه التطورات العسكرية المتسارعة في الوقت الذي يسود فيه الاعتقاد في الأوساط الإسرائيلية بأن نظام الرئيس السوري بشار الأسد أصبح أقرب إلى السقوط منه إلى الصمود، فيما تتركز المخاوف الإسرائيلية والغربية على فقدان النظام لسيطرته على مخازن الأسلحة، وخاصة الأسلحة الكيماوية التي يمتلكها، أو أن يتمكن قبل انهياره من نقلها إلى حزب الله اللبناني.