تزداد المؤشرات على اتساع دائرة التصعيد بين إسرائيل وقطاع غزة، فتبادل القصف بات بشكل يومي. كما عادت إسرائيل إلى ممارسة الاغتيالات الميدانية لناشطين فلسطينيين، وسجل إطلاق الصواريخ الفلسطينية على جنوب إسرائيل ارتفاعاً لافتاً.
فإسرائيل اغتالت أربعة ناشطين في الأيام الأخيرة، فيما سقط عشرة صواريخ صباح الاثنين على مناطق مفتوحة غير مسكونة في مناطق قريبة من حدود القطاع. وتجاوز عدد الصواريخ التي أطلقت منذ بداية الشهر الأربعينَ صاروخاً.
كما قامت منظومة القبة الحديدية باعتراض عدد من صواريخ جراد قبل أن تصيب تجمعات سكنية، بيد أن الملاحظ أن الجانبين يحاولان عدم كسر قواعد اللعبة حالياً، فنوعية الصواريخ التي يطلقها الناشطون، في معظمها من نوع القسام محلية الصنع، ومداها القصير نسبيا يدل على حذرٍ في الاستهداف، الذي لا تشارك فيه حماس حتى الساعة. وكذلك أيضاً الردود الإسرائيلية تتم عادة باستهداف مواقع ليلاً دون إيقاع إصابات.
تصفيات ميدانية
لكن ذلك لا ينسحب على التصفيات الميدانية التي تهدد بكسر التنقل الحذر على خطوط المواجهة إلى ما هو أخطر. منذ الأيام الأولى لعملية “اختطاف المستوطنين” في الضفة الغربية، يتحدث الإسرائيليون عن أن الحملة ضد حماس قد تسرع حدوث “جولة جديدة من المواجهة مع غزة”. وكان آخر التصريحات لنائب وزير الخارجية الإسرائيلي، تصاحي هنجبي، بأن “استمرار إطلاق الصواريخ من غزة وإمكان أن تقع إصابات في صفوف الإسرائيليين لن تترك لإسرائيل خياراً الا بشنِّ هجوم أوسع نطاقاً وأعنف من “عملية عامود السّحاب”، عام ٢٠١٢، التي أرست التهدئة. فالقراءة الإسرائيلية بأن إطلاق هذه الكميات من الصواريخ ينمُّ عن ضعضعة وضعف قدرة الردع الإسرائيلية في مواجهة قطاع غزة، ويهدفُ إلى تخفيف الضغط عن الضفة الغربية وتشتيت الجهد العسكري الإسرائيلي على أكثر من جبهة.
حلوى “تحريض” على حماس
وفي هذا السياق، اعتقلت قوات الاحتلال سبعة فلسطينيين في الضفة الغربية في إطار حملتها هناك، وداهمت القوات الإسرائيلية عشرات المنازل في شمال وغرب الخليل حيث تتركز العمليات العسكرية والأمنية والجهود الاستخباراتية لحلّ لغز خطف المستوطنين.
وتلجأ اسرائيل الى تكثيف وتخفيف إجراءاتها الأمنية على الأرض، فتارة تزيل الحواجز عن مداخل الخليل لتعود فتفرض إغلاقاً، وتتذرع بأن ذلك يتم على أساس معلومات استخباراتية،.
ولم تتردد اسرائيل في استغلال ضغطها العسكري على الفلسطينيين في الضفة الغربية، لتأليب الشارع الفلسطيني والتحريض ضد حركة حماس التي، تتهمها بتنفيذ عملية الخطف. وذهبت إلى حد توزيع حلوى في شمال الضفة أرفقتها ببطاقات معايدة لمناسبة شهر رمضان كتب عليها: “قليل من الحلوى بعد أن مرمرت حماس حياة الناس في الضفة الغربية”.
والمفارقة أن إسرائيل باتت شبه مقتنعة بأن مروان قواسمة وعمار أبو عيشة من مدينة الخليل، هما المسؤولين عن عملية الخطف وتملك تصوراً استخباراتياً لمسار العملية ومع ذلك لم تعثر بعد على المخطوفين والخاطفين.