أعلنت النقابة الأساسية لأعوان وموظفي رئاسة الجمهورية التونسية أنها مستعدة للتصعيد بمختلف الأشكال النضالية المشروعة، بما في ذلك الإضراب العام، على خلفية تجاهل مطالبها المضمَّنة بمحاضر جلسات تفاوض والتعامل معها كان سلبياً. وقرر أعوان رئاسة الجمهورية تنفيذ وقفة احتجاجية لمدة ساعة واحدة يوم 17 أبريل/نيسان.
وتشهد مؤسسة الرئاسة العديد من الهزات في الآونة الأخيرة انطلاقاً من الرئيس محمد المنصف المرزوقي، وصولاً إلى الأعوان مروراً بالطاقم الاستشاري.
ولم تتوقف مشاكل الرئاسة عند المطالب النقابية، فقد شغل مستشارو الرئيس الرأي العام المحلي بزلات اللسان والتصريحات غير الموفقة بحسب الكثير من المراقبين في الأسبوع الماضي، حيث اتهم عدنان منصر، الناطق الرسمي باسم الرئاسة، خلال برنامج تلفزيوني أحد أعضاء المجلس التأسيسي عن حزب المسار المعارض بأنه كان نائباً في برلمان بن علي ليعود ويعتذر في وقت لاحق.
وإلى ذلك، يتعرّض الرئيس التونسي المرزوقي إلى انتقادات كبيرة من المعارضة وحتى من قواعد الأحزاب الحاكمة.
وأطلق ناشطون تونسيون حملة على مواقع التواصل الاجتماعي هدفها مقاطعة كتاب جديد للرئيس بعنوان “دروس التجربة التونسيّة” سينزل الأسواق الخميس، معتبرين أن اختيار المرزوقي لدار نشر فرنسية “إهانة” لتونس.
وتعليقاً على الموضوع، يرى الكاتب التونسي عبدالستار العايدي في حديث لـ”العربية.نت”، أن “الرئيس المرزوقي وضع نفسه منذ البداية في موقف حرج حين قبل بصلاحيات لا تؤهله إلى أن يكون صاحب قرار في الدولة، خاصة أنه قطع وعوداً انتخابية عريضة لأنصاره”.
ويضيف العايد: “كما أن الأخطاء الجسيمة التي ارتكبها المرزوقي في اختيار المستشارين وكثرة عددهم جعلت مؤسسة الرئاسة تشهد فوضى كبيرة انعكست سلباً على تعاطيها مع الملفات الوطنية الهامة”.
وتابع: “غير أنه من الإنصاف أن لا نوجِّه النقد للرئيس وحده، فكل مكونات المشهد السياسي في البلاد في وضع غير طبيعي”.
وفي السياق نفسه، قال الأمين العام السابق لحزب المؤتمر من أجل الجمهورية، محمد عبو، وأحد رفاق المرزوقي قبل الثورة، إن على الرئيس تحكيم ضميره والقيام بواجبه تجاه بعض “الشياطين” المحيطة به.
وأضاف عبو، في حوار مع صحيفة “المغرب” التونسية، أنه تمّ إعلام رئيس الجمهورية ببعض الأخطاء التي ارتكبها بعض مستشاريه الذين وقع تسميتهم وفقاً للانتماءات الحزبية وليس الكفاءة، مضيفاً أنه ينتظر إلى اليوم اتخاذ المرزوقي القرار الحاسم بالنسبة لكل من أخطأ، وقال: “سأضطر إلى الإعلان عن الأسماء إذا استمر تراخي المرزوقي”، على حد تعبيره.