نقلت مصادر من مدينة اللاذقية الساحلية السورية، أن تحضيرات غير مسبوقة يتم الإعداد لها الآن لاستقبال “شخصية بارزة” ستحل ضيفاً على ضباط وعناصر ما يعرف بـ”درع الساحل” الذي أسسه الحرس الجمهوري في فترة سابقة.
وتذكر الأنباء أن التحضير للزيارة بدأ من مطار جبلة ومطار اللاذقية العسكري في وقت متزامن، كنوع من إجراءات الحماية التي تسيّر أكثر من موكب، للتضليل والتمويه. كما أن التحضير على ما ذكرت الأنباء المسرّبة من المنطقة، شمل الخط الساحلي الذي يبدأ من بانياس جنوبا إلى القرداحة مسقط رأس النظام السوري شمالاً.
مخاوف أمنية رجّحت إلغاء الزيارة في آخر لحظة
وأشارت الأخبار التي تتوقع “نوع الشخصية التي ستحل ضيفاً على المدينة” أن حافظ بشار الأسد، سيقوم بزيارة إلى المنطقة، وزيارة قبر جده الرئيس السابق حافظ الأسد، والذي حمل اسمه، ثم سيقوم بزيارة “تفقدية” إلى عناصر وضباط “درع الساحل” هناك، بعد أن طالبه العديد منهم بالزيارة، ليهنئوه بالنجاح في المدرسة، وكذلك لإعلان الولاء لأبيه.
إلا أن التسريبات عادت وأكدت أن الساعات الأولى من صباح اليوم، شهدت سحب “عناصر الحماية التابعة للحرس الجمهوري”، حيث تقرر إلغاء الزيارة في اللحظة الأخيرة، على أن إمكانية القيام بالزيارة نفسها من عدمه فيما بعد لم تتضح مطلقاً.
حافظ بشار.. ضابطاً ثم رئيساً؟
وكان حافظ بشار الأسد قد احتفل بنجاحه في وقت سابق، وانشغلت كل الصفحات الاجتماعية الموالية على شبكة الإنترنت بالتعبير عن فرحها ومباركتها له لهذا النجاح، وطالبته بالانتساب إلى الكلية الحربية وحكم سوريا مستقبلا، فيما عبّرت صفحات المعارضة عن إحساسها بالذهول “للاحتفال بنجاح باهر لابن الرئيس بينما ملايين أطفال سوريا بدون مأوى وبدون تعليم”.
ورأى بعض الموالين لرئيس النظام السوري في مناسبة نجاح ابنه، مناسبة لإعلان ولاءين اثنين، كما ذكرت تعليقات مرحّبة، “ولاء لرئيس جمهورية المقاومة”، وولاء “للأسد الثالث الذي سيتابع حمل الشعلة”. ونقلت الأخبار من لبنان أن أحد حلفاء رئيس النظام السوري، وهو نائب سابق في البرلمان، نشر صورة لحافظ الصغير، وذيّلها بتعليقات مؤيدة وداعمة ومباركة.
ويذكر في هذا السياق، أن أبناء الأسد لا يمتلكون معرفة دقيقة بمسقط رأس أبيهم، لأنهم ولدوا وعاشوا خارج المحافظة التي تضم باقي أسرة الأب، ثم ترعرعوا وتلقوا تعليمهم بعيدا في العاصمة، ولم يقوموا بزيارات إلى هناك إلا في سن صغيرة، خصوصا أن السنوات الأربع الأخيرة شهدت ولادة الثورة السورية، ثم الأعمال العسكرية ما بين النظام والمعارضة، خصوصا في الخط الساحلي الذي شهد أعمالا عسكرية في بانياس وصولا إلى ريف اللاذقية الشمالي، والشمالي الغربي.
إرث آل الأسد أثر بعد عين
ويؤكد مطلعون من هذه النقطة أن أهمية زيارة حافظ بشار الأسد للمنطقة المذكورة، تأتي من منطلق تحضيره لوقت لاحق، ومن مخافة أن يتلاشى إرث العائلة السياسي بعد كل الأخبار التي تؤكد أن الرئيس الحالي لن يكون جزءا من أي حل في المستقبل.
لكن مصادر أخرى تقول في هذا السياق، إن التأكيد على رحيل بشار الأسد وعدم التعامل معه إلا بصفته رئيسا سابقا، سيشمل “كل متفرعاته”، ومنهم الأولاد وغير الأولاد، كما ذكرت بيانات ومواقف المعارضة السورية في مناسبات عديدة.
ذلك أن ما شهدته سوريا في الأعوام الأخيرة، أظهر عائلة الأسد “بمظهر المهزوم الذي فقد هيبته” بعد كل ما حصل بالبلاد “نتيجة سوء تقدير من رأس النظام الحالي بشار الأسد، وبسبب إدارته غير الكفوءة لدفة الحكم”، هذا فضلا عن رأي الشارع في المنطقة الذي لم يعد يرى من سياسات الرئيس الحالي سوى الدعوة للاحتياط أو الخدمة الإلزامية لقتال أبناء البلد. ويعقب مصدر محلّي من المحافظة قائلا: “مع بشار الأسد أصبحت اللاذقية مقرا للتوابيت.
عسكرة اللاذقية من الدفاع الوطني لدرع الساحل
إلى ذلك، فإن اللاذقية التي كانت تتحضر للقاء ما بين “درع الساحل” وحافظ بشار الأسد، تعاني على ما ذكره أبناؤها في صفحات التواصل الاجتماعي، من ممارسات ما يعرف بجيش الدفاع الوطني، ويتخوف أبناء المنطقة من أن يكمل “درع الساحل” ما بدأه جيش الدفاع الوطني، خصوصا أن كل المنتسبين إلى الدرع السالف ذكره كانوا عناصر فاعلة فيه، ولم يعرف ما إذا كان سيتم حل “الدفاع الوطني” أم سيظل على الأرض بموازاة درع الساحل الذي تذكر المعلومات أن مهمته القتالية ستتركز على حدود محافظة اللاذقية، عند نقاط الاشتباك الساخنة في الجبال الشمالية والشمالية الغربية.
وسبق أن أعلن النظام أنه هيّأ 2500 من عناصر الدرع في محصلة إجمالية بلغت لعددهم الفعلي الذي تجاوز 10000 عنصر تم إرسال دفعتهم الأولى إلى القتال منذ أيام، على ما ذكرت الأخبار الرسمية.