اكتشف المحققون باختفاء الطائرة الماليزية أن إيرانياً حجز مقعدين على “البوينغ 777-200” بجوازي سفر اتضح سابقاً أنهما مسروقان من نمساوي وإيطالي في تايلاند، واستخدمهما راكبان ملامحهما غير آسيوية شرقية، أحدهما شبيه إلى حد ما بلاعب كرة قدم دولي معروف، مع أن تلفزيون “بي بي سي” الفارسي ذكر أنهما إيراني الجنسية.
الخبر أبرزته وسائل إعلام دولية في مواقعها ليل الاثنين، نقلاً عن صحف محلية بماليزيا، وطالعته “العربية.نت” أيضاً في “فايننشال تايمز” البريطانية وفي موقع صحيفة The Star الإنجليزية اللغة بكوالالمبور، وفيه أن الإيراني معروف بلقب “مستر علي” فقط، وحجز التذكرتين عبر وكالة سفر في مدينة “باتايا” البعيدة كمنتجع سياحي ساحلي 165 كيلومتراً عن العاصمة التايلاندية، بانكوك، حيث مقر وكالة “غراند أوريزون للسياحة والسفر” التي حجزت له المقعدين باتصال هاتفي أجراه معها.
وذكرت مالكة الوكالة، التايلاندية بنجابورن كروتنيت، أنها تعرف الإيراني منذ سنوات باسم “مستر علي” دائماً، وأوضحت السلطات التايلاندية بعدها أن اسمه كاظم علي، وفي أول مارس الجاري طلب منها تذكرتين لشخصين بسعر مخفوض إلى أوروبا، فحجزت للأول على الخطوط القطرية وللثاني على “الاتحاد” الإمارتية.
“هل تعرف لاعباً اسمه بالوتيلي؟”
لكن “المستر علي”
تأخر بالاتصال ثانية بالوكالة التي يظهر مقرها في الفيديو المرفق مع هذا التقرير، كما يظهر فيه أيضاً من تمت سرقة جواز سفره، وهو الإيطالي لويجي مارالدي. ولأنه تأخر بالاتصال وبالدفع ليؤكد الحجز الذي انتهت صلاحيته الزمنية، فإن صاحبة الوكالة اضطرت حين اتصل مجدداً لحجز المقعدين للراكبين على الخطوط الماليزية الخميس الماضي، لأن الرحلة إلى أوروبا عبر العاصمة الصينية بيجينغ كانت الأرخص سعراً.
بعدها، أي فجر السبت الماضي، صعد الراكبان إلى الطائرة بالجوازين المسروقين في رحلة سفر كانت ستنتهي في العاصمة الهولندية، أمستردام، إلا أنها انتهت باختفاء الطائرة بعد 50 دقيقة من إقلاعها من مطار كوالالمبور الماليزي، وعليها طاقم من 12 شخصاً و227 راكباً.
وهناك معلومة وردت في صحيفة “ديلي ميل” البريطانية فقط، وقالت إنها نقلتها عن صحف ماليزية ذكرت أن محرراً سأل رئيس هيئة الطيران المدني الماليزي، أزهر الدين رحمان، عن الملامح التقريبية للراكبين، فأجابه: “هل تعرف لاعباً اسمه بالوتيلي؟”، هو إيطالي، هل تعرف شكله” ؟ فأجابه بسؤال: “هل هو أسود؟”، ورد رحمان: “نعم” ومن هذه النعم علم المحرر أن أحد الراكبين شبيه ببالوتيلي الشهير.
صديق للراكبين يقول إنهما إيرانيان
إلا أن “العربية.نت”
لم تجد ما ذكرته “الديلي ميل” في صحف ناطقة بالإنجليزية في ماليزيا حتى ليل الاثنين، والذي إذا صح فإنه لا يعني أن أحد الراكبين أسود اللون كبالوتيلي، إنما يشبهه بالملامح فقط، إلا أن أزهر الدين رحمان نفى على أي حال ما نقلوه عن لسانه.
لكن أهم المعلومات جاء ليل الاثنين في لقاء أجراه تلفزيون “بي بي سي” الفارسي مع إيراني ذكر أن أحد الراكبين هو صديقه والثاني صديق صديقه. ونقلت المحطة في المقابلة التي تابعها مسعود الفك، وهو مدير الموقع الفارسي لـ”لعربية.نت” وملم بالفارسية، أنها تعلم اسمي الإيرانيين اللذين صعدا إلى الطائرة بجوازي السفر المسروقين في تايلاند من النمساوي كريستيان كوتسل في منتصف 2012 ومن الإيطالي لويدي مارالدي في أغسطس الماضي.
كما نقلت عمن قابلته أن صديقه صبغ لحيته حتى يصبح شبيهاً بصاحب الجواز الأصلي، وأكد أنه رافقهما لشراء التذاكر، مضيفاً أن صديقه منذ أيام المدرسة اتصل به عبر الفيسبوك لدى وصوله إلى ماليزيا” على حد ما زعم. وإذا صح ما ذكر فإنه من السهل التعرف إلى صديقه من صور التقطتها كاميرات للركاب وهم في مطار كوالالمبور قبل صعودهم إلى الطائرة اللغز.