ألقى مستشار الرئيس الإيراني لشؤون القوميات والأقليات الدينية علي يونسي كلمة مساء السبت، بمناسبة وفاة الإمام الثامن في المذهب الشيعي الاثني عشري، علي ابن موسى الرضا، أعادت إلى الأذهان الأدبيات الشعوبية المعادية للعرب.
وزعم يونسي أن أغلبية الأحداث التي نعيشها اليوم هي “محاولة لاستعادة سيطرة العنصر العربي على العالم الإسلامي”، ولم يستثن تنظيم داعش من هذه المحاولة.
وادعى مستشار حسن روحاني، الذي كان يخطب في مراسم أقيمت في حسينية فاطمة الزهراء بالعاصمة الإيرانية طهران، “أن تحرك داعش جاء تلبية لنزعة العرب الرامية إلى التحكم في العالم الإسلامي والتخلص من شعورهم بالدونية تجاه الفرس والأتراك”، مضيفاً أن داعش يريد “استعادة الخلافة العربية وليس الإسلامية لذا ترتكب أي جريمة لتحقيق هذه الغاية” على حد قوله.
كما سبق أن وصف يونسي في تصريح مثير في شهر مارس الماضي بغداد بمثابة عاصمة لإيران فقال “إيران اليوم أصبحت امبراطورية كما كانت عبر التاريخ وعاصمتها بغداد حالياً، وهي مركز حضارتنا وثقافتنا وهويتنا اليوم كما في الماضي”، وذلك في إشارة إلى إعادة الامبراطورية الفارسية الساسانية قبل الإسلام التي احتلت العراق وجعلت المدائن عاصمة لها.
وعودة إلى حديثه حول القضاء على الحكم العربي قال يونسي “تعد إيران منطلق كافة الثورات المعادية للظلم، مضيفاً “عندما قتل الإيرانيون شقيق المأمون (الأمين) سحبوا السلطة من العرب إلى الأبد”.
وبهذا يذكرنا مستشار الرئيس الإيراني بالحركة الشعوبية التي ظهرت بوادرها بشكل سري في العصر الأموي، واتسعت بشكل علني في بدايات العصر العباسي وهي حركة كانت تنتقص من فضل العرب في نشر الإسلام والفتوحات وبلغت درجة تفضل العجم على العرب.
وفي الوقت نفسه قال يونسي “لولا الإمام الرضا لما بقي اسم لإيران ولا الإسلام” متناسياً الأصول العربية القرشية الهاشمية للإمام الرضا وهو الحفيد الثامن لعلي ابن أبي طالب من نسل الحسين حيث يصف الإيرانيون أنفسهم الإمام الرضا المدفون بمدينة مشهد شمال شرق إيران بـ”الإمام الغريب” لأنه مدفون في أرض غير مسقط رأسه العربي.
على صعيد آخر، احتج على يونسي وهو وزير أمن واستخبارات سابق بشدة على رفع الأتراك شعار الخليج العربي في محافظة آذربيجان الإيرانية خلال المبارايات التي تجمع فرقهم بفرق تأتي من محافظات فارسية ونعتهم بالمغفلين والعملاء واصفاً رفع هذا الشعار بـ”الإجراء القذر والخطير” على حد تعبيره، مضيفاً “هؤلاء ليسوا إيرانيين ولا آذريين لذا ينبغي علينا أن نضع حداً لمثل هذه التصرفات”.