أعلنت إيران وتركيا معارضتهما لإعلان استقلال إقليم كردستان وتقسيم العراق في تصريحات متزامنة من طهران وأنقرة.
وقال حسين أمير عبداللهيان، مساعد الشؤون العربية والإفريقية في وزارة الخارجية الإيرانية في مقابلة مع وكالة “إيرنا” الرسمية للأنباء، إن إيران تؤكد على “احترام استقلال وسيادة العراق ووحدته الوطنية”.
وأضاف عبداللهيان “نحن نعارض بقوة تقسيم العراق، ومن يتحدثون عن تقسيم العراق لا يعلمون تبعات هذا الأمر”، مؤكدا على أن “قادة الإقليم الكردي العقلاء لا ينوون الاستقلال الذاتي، وأنهم ملتزمون بدستور البلد”.
وأعلنت الحكومة التركية معارضتها الشديدة لانفصال إقليم كردستان العراق مع الإعلان عن رفض تركيا تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بدعوته لقيام دولة كردية.
وقال نائب رئيس الحكومة التركية، بولنت ارينتش، في ختام اجتماع للحكومة التركية، إن “العالم أجمع يعرف موقفنا الرسمي، يجب ألا يتم تقسيم العراق، وألا نترك الكلمة للسلاح، ولا تسيل الدماء، ولا تضع القوى أيديها على العراق، ويجب أن يبقى العراق مجتمعا موحدا”.
ورفض ارينتش تماما دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى قيام دولة كردية مستقلة في شمال العراق، مشددا على أن “هناك في العراق دولة ودستورا”.
وتأتي التأكيدات التركية الإيرانية عقب تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو حول تأييد إسرائيل إعلان استقلال كردستان العراق، في كلمة ألقاها في منتدى أمني في تل أبيب، الأحد الماضي، حيث قال إنه “علينا أن ندعم التطلعات الكردية من أجل الاستقلال”.
بارزاني يريد إجراء استفتاء
وفي هذا السياق، أعلن رئيس إقليم كردستان العراق، مسعود بارزاني، اليوم الثلاثاء، عزمه إجراء استفتاء على استقلال الإقليم خلال أشهر، مشيرا إلى أن العراق مقسم بالفعل، وأن الاستقلال حق طبيعي للأكراد.
وقال بارزاني لشبكة “بي بي سي” إنه في الوقت الذي يؤدي فيه الأكراد دورا في الحل السياسي للأزمة في العراق، فإن الاستقلال حقهم الطبيعي.
وذكر بارزاني أن “العراق مقسم بالفعل الآن، وهل من المفترض أن نبقى في هذا الوضع المأساوي الذي تعيش فيه البلاد؟ لست أنا من يقرر موضوع الاستقلال، إنه الشعب، سنجري استفتاء خلال أشهر”.
وكان رئيس إقليم كردستان، مسعود بارزاني، قد أعلن في وقت سابق، عن عزم الإقليم إجراء استفتاء من أجل الاستقلال، قائلا إن “الوقت أصبح مناسباً لممارسة عملية تقرير المصير بالنسبة إلى الأكراد”.
وكانت تصريحات بارزاني قد جاءت خلال احتفال، قبل بضعة أيام، بالذكرى الـ66 لإعلان قيام “جمهورية مهاباد” التي تأسست في فبراير 1946 في كردستان إيران.
وكانت جمهورية مهاباد قد تأسست شمال غرب إيران، بقيادة رجل الدين الكردي القاضي محمد، وبدعم سوفياتي مباشر، وبمشاركة فعالة من قبل الأكراد العراقيين الذين قاد المئات منهم الزعيم الكردي التاريخي ملا مصطفى البرزاني، إلا أنها قمعت من قبل الشاه الإيراني بعد عام من تأسيسها وتم إعدام قادتها.
ويحتفظ الأكراد في العراق بحكم ذاتي موسع منذ عام 1991، إلا أنه في الوقت الحالي وصلت سلطتهم إلى مستوى التمتع بصلاحيات الدولة المستقلة، خاصة في ظل تخصيص نسبة كبيرة من الموازنة الاتحادية لحكومة إقليم كردستان، تقدر بـ17 % من موازنة العراق السنوية.
ومع بدء اجتياح داعش للموصل والاضطرابات الأخيرة في العراق تحرك الأكراد نحو كركوك، وفرضت قوات البشمركة الكردية سيطرتها على مدينة كركوك في 12 يونيو الماضي في تحول تاريخي في هذه المدينة التي فيها تنوع قومي من الأكراد والعرب والتركمان.
تركيا وإيران أكبر المتضررين
ويرى مراقبون أن تركيا وإيران هما أكبر المتضررين من تشكيل دولة كردية مستقلة في شمال العراق، نظرا لوجود نسبة كبيرة من الأكراد في كل من إيران وتركيا، مما قد يؤدي إلى دعوات مشابهة من قبل الأكراد في كلا البلدين.
وتسعى تركيا إلى إيجاد حل للقضية الكردية من خلال إشراك الأكراد في العملية السياسية وإنهاء النزاع المسلح مع حزب العمال الكردستاني الذي طال لعقود.
أما بالنسبة لإيران فإن المواجهات المسلحة قد ازدادت على الحدود الغربية بين الحرس الثوري والشرطة الإيرانية مع فصائل كردية إيرانية مسلحة خلال الأيام الأخيرة سقط خلالها قتلى من الطرفين.
ورغم احتفاظ الحكومة الإيرانية بعلاقات جيدة مع حكومة إقليم كردستان العراق، فإنها أعلنت مرارا أنها تعارض أي انفصال للإقليم في إطار دعم حلفائها من الأحزاب الشيعية القابضة على زمان السلطة في بغداد.