يبدو أن مفاعيل خطاب رئيس النظام السوري، الذي ألقاه في الفترة الأخيرة، وتحدث فيه عن أن الجنسية السورية هي حقّ لمن “يقاتل دفاعاً عن سوريا” وليس لحامل جنسيتها بالضرورة، بدأت نتائجها بالظهور.. حيث بدأ أنصار النظام، هناك، في حملة عنيفة ضد ابن رئيس الوزراء السوري محمد وائل الحلقي.
وكانت مواقع تابعة للنظام السوري قد بدأت حملة “تشهير” بمحمد الحلقي، ابن رئيس الوزراء وائل الحلقي، بسبب أنه “لا يقاتل”، تأكيداً على خطاب الرئيس الذي منح الجنسية لأي كان كونه “يقاتل دفاعا” عن البلد، أي نظام حكمه.
وتم نشر صورة لابن رئيس الوزراء وهو يشرب “الشيشة-الأرجيلة” ويضع قدماً فوق قدم، في إشارة الى نوعية الحياة “المرفّهة الكسولة” التي يحياها، طبقا لما أراد أنصار النظام أن يوحوا به في رسالتهم التي وجهوها إليه، كاتبين تعليقا فوقها مستمداً من خطاب رئيس النظام السوري: “الوطن ليس لمن يعيش فيه أو يحمل جنسيته، بل لمن يدافع عنه ويحميه”.
وسارع أنصار النظام بالدعوة الى “تطبيق مقولة الرئيس المفدى” فتصبح الجنسية السورية “غير لائقة بابن رئيس الوزراء” طبقا لما قاله الرئيس “إن الوطن لمن يقاتل دفاعاً عنه” وليس “للذي يشرب الشيشة وأهله يُقتلون!”.
وإلى جانب صورة ابن رئيس مجلس الوزراء السوري، وضعوا صورة يعرب زهر الدين، بالزي العسكري، بقصد أنه “يستحق الجنسية السورية” كونه يقاتل إلى جانب النظام “ولا يشرب الشيشة”.
ويعرب، هو ابن للعميد عصام زهر الدين الذي يقاتل المعارضة السورية منذ بداية الأزمة إلى الدرجة التي يقال عنه فيها “إنه أسديٌّ أكثر من آل الأسد أنفسهم!”، بسبب مغالاته وإفراطه في مناصبة المعارضة السورية العداء، ومحاربتها كما لو أنها “هي العدو القومي للبلد”، كما يقول منتقدوه، ويقولون أكثر من ذلك بكثير، الى درجة لا تسمح حتى بالاقتباس.
وسبق لابن رئيس مجلس الوزراء السوري، أن هاجم المجتمع السوري، بشكل عام، معبراً عن تعاطفه الكبير مع “تعب” أبيه الذي “يتحمل مشقات العمل” ويتعرض “لكثير من عمليات الاغتيال”، وينتهي إلى أن كثيرا من “الشعب السوري ما بيستاهل (لا يستحق) تعب أبيه”. وهذا التصريح أثار السوريين، معارضةً ونظاماً، لأن ابن الحلقي “أهان” من خلاله مجتمعه تعبيرا منه عن حبه لأبيه، الذي يبدو أنه أكثر من تقديره وحبه لأبناء جلدته!
البادئ أظلم.. ومن زجاجة الخلّ نفسها!
ولكن، وما إن حدد رئيس النظام السوري ما هي المعايير التي يتم بموجبها منح الجنسية السورية، وكيف تنطبق على فريق ولا تنطبق على آخر، واختصرها أنها ليست للذين يعيشون على الأراضي السورية، بل للذين يقاتلون دفاعاً عنها، حتى بدأت مفاعيل هذا التعميم بالظهور، إنما من النظام نفسه على النظام نفسه.
بادئ ذي بدء، يبدو أن أنصار النظام قرروا سحب الجنسية من ابن رئيس وزرائهم، فقط لأنه يشرب الشيشة ويرتدي “شورت جينز وقميص أبيض مكوي” ولا يقاتل “كغيره من بطانة النظام”. ثم قرروا منح الجنسية أو تثبيتها على يعرب عصام زهر الدين، لأن الأخير ظهر بالزي العسكري ويقاتل مع والده العميد.
الحملة مستمرة، وتقول بعض التعليقات، إن “حرب الجنسيات” بدأت في سوريا، وثمة من سيمنحها، وثمة من سيُحرم منها! والبعض أخبر الجهات الدولية أن تحديد المعايير باكتساب الجنسية السورية، وربطها بالدفاع قتالاً عن الأسد، يجب أن يتصدى له “قانونيون دوليون” لأن هذه المعايير هي بمثابة “إعدام للمواطن السوري” من قبل نظام “لم يكتف بقتل مئات الآلاف من شعبه” بل عينه تتجه الى “قتل الباقين عبر سلب جنسيتهم”.
إلا أن معلقين آخرين رأوا المسألة من منظار آخر، وقالوا “فخار يكسر بعضو” وإن النظام عندما يبدأ بأكل النظام، فهي “بشرة خير” للثكالى والأرامل واليتامى بأن زجاجة “الخل” بدأت “تفرّخ” كائنات يأكل بعضها بعضاً، كما ورد في تعليق آخر.