أعلنت “جبهة النصرة” في بيانٍ لها نشرته توصّلها إلى اتفاق مع النظام السوري يقضي بإعادة الكهرباء والماء إلى مدينة حلب مقابل توقف الطيران الحربي عن قصف المدنيين.

وتوعّدت جبهة النصرة بـ”ردٍّ سيكون أقسى من السابق” في حال عودة القصف الجوي من قبل النظام على المناطق المحررة من مدينة حلب، بحسب ما جاء في البيان الذي أصدرته “الإدارة العامة للخدمات” التابعة لجبهة النصرة.

وكانت الفصائل المعارضة قد قطعت التيار الكهربائي عن مدينة حلب وجزء من ريفها منذ حوالي 10 أيام، شملت المناطق المحتلة إضافة للمناطق المحررة، وهو ما أدى إلى انقطاع الماء أيضاً لاعتماد المضخات على التغذية الكهربائية، واشترطت الفصائل المعارضة توقف القصف الجوي على الجزء المحرر من مدينة حلب مقابل إعادة التيار الكهربائي.

وبحسب المعلومات التي حصلت عليها “العربية.نت”، فإنّ الهلال الأحمر ومبادرة “أهالي حلب” كانت الوسيط الذي سهل عملية التفاوض بين الفصائل المعارضة وبين النظام، إلا أن الصيغة النهائية للاتفاق كانت شفوية ورفض النظام إرفاقها بتعهّد مكتوب، وتقضي بـ”تحييد المدينة عن كافة أعمال القصف مقابل تحييد المؤسسات الخدمية في محافظة حلب والمحافظة عليها وحمايتها”، بحسب ما جاء في بيان أصدرته مبادرة “أهالي حلب”.

ورغم أنّ قرار إعادة توصيل التيار الكهربائي قد تم الاتفاق عليه من قبل غرفة عمليات أهل الشام، التي تضم عدداً كبيراً من كتائب الجيش الحر وجيش المجاهدين إضافة للجبهة الإسلامية وجبهة النصرة، فإن “جبهة النصرة” تصدّرت الحدث ونسبته إلى نفسها وكانت أول من بادر إلى الإعلان عن الاتفاق الذي اعتبرته خطوةً مبدئية لـ”إنهاء معاناة أهل حلب” في البيان الذي أصدرته، رغم أنها كانت المعارض الأبرز لهذا الاتفاق في أروقة النقاشات بين الكتائب، بحسب ما تم تسريبه لـ”العربية.نت”.
تناقض في الروايات حول ماهية الاتفاق

وتناقضت الروايات حول ماهية الاتفاق الذي لم تقدم البيانات التي صدرت حوله شروحات كافية عنه، إلا أن الرواية الأكثر انتشاراً بين النشطاء وكتائب الجيش الحر هي أنّ الاتفاق بقضي بإعادة التيار الكهربائي مقابل وقف قصف مدينة حلب بالبراميل، دون أن يشمل ذلك مناطق الريف، ودون أن يشمل الغارات الجوية التي لا تستخدم فيها البراميل.

ولم تسجل – وفق هذا المعنى – أية حالة خرق للاتفاق في مدينة حلب، إذ توقف تهاطل البراميل على المدينة منذ الساعة الثانية ظهراً من 28-4-2014 وهو الوقت المحدد لبداية الاتفاق، في حين سُجل سقوط 6 براميل في المنطقة الشرقية من مدينة حلب قبل هذا التوقيت في صباح اليوم.

وفسّر بعض الناشطين الاتفاق بأنه تعهّد بإيقاف القصف الجوي نهائياً، بما يشمل البراميل والصواريخ، مقابل التوقف عن استخدام “الهاون” ضد المناطق المحتلة من قبل الكتائب المعارضة وإعادة التيار الكهربائي، وهو ما يؤكده البيان الذي أصدرته مبادرة “أهالي حلب” التي توسّطت في العديد من الاتفاقيات وعمليات نقل المساعدات الإغاثية بين المناطق المحتلة والمعارضة سابقاً.

ويزيد من حالة الارتباك في تفسير هذا الاتفاق عدم وجود نصٍّ مكتوب له بحسب ما اشترط النظام، وتبقى بارقة الأمل في عودة الكهرباء والماء إلى أهالي حلب، وتوقف البراميل – حتى الآن – عن التساقط عليهم، علّ الأيام القادمة تفسر بنود الاتفاق بشكل أوضح.

شارك الخبر:

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *