اتهام وزير الخارجية اللبناني بـ “العنصرية” بسبب مواقفه من اللاجئين السوريين والفلسطينيين

مساء الخير مدام بلو و الجميع ……
أولاً أتمنى أن تكوني بألف خير و ثانياً أُحِّبْ أن أؤكّد أن النقاش و الحوار بيننا كان و سيبقى مُغلفاً بإطارٍ من الإحترام و تُحيطُ بهِ نسماتُ صداقة أعتزُ بها و تُزينُه جواهر من جميل الكلام و لولا هذا ما سمحتُ لنفسي أن أُعقِّب على تعليقك ، كما أتمنى أن لا أكون تجاوزت في أي كلمة كتبتُها . عزيزتي أنا من أكبر المؤيدين لإحترام قوانين البلد المُضيف أياً كان و لكن الإضافة كانت أن القوانين يجب أن تسري على الجميع و لا نخُص بها المُستضعفين و مُتأكدة أنكِ تُشاطرينني الرأي ، أما توطين البعض فقبل فترة كُنتُ أقرأ مقال عن فلسطينيي الشتات و منهم في لبنان حيث أشارت إحدى فقرات المقال أن من تم توطينهُم من قِبَّل كميل شمعون هُم من الأغنياء المسيحيين لأجل حفظ التوازن المسيحي – المُسلم في البلد و هؤلاء لا يعيشون في المُخيمات و هُم ليس من أتحدث عَنْهُم كما أنني لا أُطالب بالتوطين بل بالعدل و بأبسط الحقوق و أنا لا أُبرّرْ تصرُّف أحد و أنا مع نزع السلاح و لكن على أن يسري هذا على الجميع فلا نستطيع نزعُه من فلسطينيي المُخيمات و تركُه مع غيرهُم مما يُهَدِّد وجودهم و حياتهُم و يُعرضها للخطر مع التأكيد أنني ضد إستعماله للإخلال بأمن و سلامة البلد المُستضيف و لكن ….. ، أما من ناحية الإعمار فحسب معرفتي أن الحكومة تمنع دخول مواد البناء للمُخيمات و تتطلب تصاريح تستغرق شهور للحصول عليها و هذا ما يَحْصُل أيضاً مع الأنروا أي أن الحكومة اللبنانية تعمل على تجميد الإعمار و منعِه بطُرُق مباشرة و غير مُباشرة و طبعاً هذا لا يُعفي الأونروا من التقصير . نأتي لمسألة المياه و الكهرباء : أتقصدين المياه العادمة التي يشربها الفلسطينيون أم أسلاك الكهرباء العارية التي أودت بحياة الكثيرين أم الكهرباء المُقننة أم النفايات التي تُجمع بطريقة يدوية ( و هذا تقوم به الأنروا و ليس الدولة ) ؟!؟؟ كما أنه حسب معلوماتي أن فواتير الكهرباء تُدفع مرتين للدولة اللبنانية من الأونروا و فتح بينما يدفع اللبنانيون مرة واحدة …..نأتي لمسألة التملُك أو المُلكية و إن قُلْنَا أنني أتفق معكِ أن المُلكية يجب أن تكون فقط للبنانيين لأن مساحة البلد صغيرة فلماذا يستطيع الخليجي التملُك في لبنان ؟؟!! أم أن هذا لأن الخليجي من دولة مُعترف بها بينما الفلسطيني ليس لَهُ دولة حسب القوانين اللبنانية ؟! للأمانة حين نقرأ قانون التملك لا نملُك سوى أن نقول هزلت أن فلسطين ليست بدولة معترف بها في أَعْيُن الحكومة اللبنانية !!!! ثم يا مدام بلو و أنتِ بنت البلد أنا مُتأكدة أنك تعرفين أن التحايُل الذي تُلمحين له من خلال تسجيل الأملاك بإسم لبنانيين كثيراً ما إنتهى نهايات مأساوية خرج منها الفلسطيني خاسراً ما عمل لجَنْيِه طوال حياته !!!! أما الضمان الصحي فيجب أن تتكفل به الأونروا و لكن يجب أن يُرافِق تخلي الأونروا عن مسؤولياتها أو عدم قدرتها على الإستيعاب ( خصوصاً بعد الحرب السورية ) رحمة المستشفيات الحكومية و عدم ترك المريض عرضةً للموت على الأسفلت ……… بالنسبة للفلسطيني يوسف بيدس( و تستطيعين التأكد من المعلومة ) فهو من اشترى شركة طيران الشرق الأوسط (الميدل إيست) التي كان يملكها الإنكليز عن طريق بنك أنترا الذي أسسه ……….أما بالنسبة للفلسطينيين الذين أثروا الإقتصاد اللبناني ( و هذه مُقتطفات عن جريدة السفير اللبنانية في مقال طويل بعنوان ” الفلسطينيون جوهرة الشرق الأوسط ” لكاتبه رئيس تحرير جريدة السفير طلال سلمان فهم كالآتي :
يوسف بيدس مؤسس بنك انترا وكازينو لبنان وطيران الشرق الأوسط وأستوديو بعلبك
حسيب الصباغ وسعيد خوري مؤسسا شركة اتحاد المقاولين c.c.c
رفعت النمر البنك الاتحادي العربي ثم بنك بيروت للتجارة وفيرست بنك انترناشونال
باسم فارس وبدر الفاهوم الشركة العربية للتأمين
زهير العلمي شركة خطيب وعلمي
كمال الشاعر دار الهندسة
وريمون عودة صاحب بنك عودة
توفيق غرغور توكيل مرسيدس وشركة ليسيكو ومشاريع تجارية أخرى كبيرة
أول شركة لتوزيع الصحف والمطبوعات في لبنان أسسها فلسطيني هي شركة فرج الله
وأول سلسلة محلات لتجارة الألبسة الجاهزة هي محلات عطا الله فريج الفلسطيني
وأول الذين أسسوا محلات السوبر ماركت في بيروت هو السيد اودين ابيلا الفلسطيني وهو ذاته صاحب سلسلة المطاعم الشهيرة في مطار بيروت الدولي
وأول من أسس شركة لتدقيق الحسابات في لبنان هو فؤاد سابا وشريكه كريم خوري الفلسطينيان وأول من بادر إلى إنشاء مباني الشقق المفروشة في لبنان هما الفرد سبتي وتيوفيل بوتاحي الفلسطينيان ، علاوة على عبد المحسن القطان ومحمود فستق
العمل السياحي في لبنان سامي كركبي الفلسطيني الذي كان أول من جعل مغارة جعيتا بهذا البهاء …
وأول من قاد طائرة جمبو في شركة طيران الشرق الأوسط هو حنا حوا وهو فلسطيني
ومن أوائل مؤسسي مراكز البحث العلمي في بيروت الفلسطيني الدكتور وليد الخالدي
وفي مجال النقد الأدبي اشتهر الدكتور محمد يوسف نجم والدكتور إحسان عباس
ومن رواد العمل الإذاعي كامل قسطندي وغانم الدجاني وصبحي أبو لغد وناهدة فضلي الدجاني وعبد المجيد أبو لبن وشريف العلمي ورشاد البيبي
ومن رواد الفرق المسرحية والعمل الإذاعي أيضا الأستاذ صبري الشريف الذي كان له الفضل الكبير على الأخوين رحباني وعلى مهرجانات بعلبك
ومن رواد علم الآثار الحديث في الجامعات اللبنانية الفلسطيني ديمتري برامكي مدير متحف الجامعة الأمريكية
ومن رواد تدريس الرياضيات في لبنان كل من جميل علي وسالم خميس وعبد الملك الناشف ووصفي حجاب
وكان أحمد شفيق الخطيب وقسطنطين تيودوري رائدي العمل القاموسي، وسعيد الصباغ أول من تخصص في رسم الخرائط.. وأول من أطلق فكرة تأسيس مدارس تعليم اللغة الانجليزية كان الفلسطينيان اميل اغابي وادي جمل
وأول رئيس عربي مقيم للجامعة الأميركية هو الفلسطيني الدكتور إبراهيم السلطي
ومن رواد الموسيقى في لبنان الفلسطينيون فريد وحنا وريشارد السلفيتي وحليم الرومي وأبنته ماجدة الرومي إن أرادت ورياض البندك وسلفادور عرنيطة والفاريس بولس ثم سليم سحاب وعبد الكريم قزموز وعبود عبد العال ومحمد غازي
وأول فرقة للرقص الشعبي أسسها الفلسطينيان مروان جرار ووديعة حداد جرار
وأول من أسس الفرق الكورالية الموسيقية كانا الفلسطينيان الفاريس بولس وسلفادور عرنيطة، وهذا كله غيض من فيض
واشتهر في التربية والتعليم في لبنان الدكتور قيصر حداد والدكتور جورج شهلا والدكتور الصادق عمر و هو من اشهر بروفيسورات الجامعة الامريكية في لبنان وهو فلسطيني من بلدة ترشيحا……..

و في نفس المقال يتحدث الكاتب عن أن فلسطينيي لبنان في الإمارات يُحَّوِلون سنويا إلى لبنان وهذا بحسب جريدة الخليج 368 مليون دولار و يتحدث عن الجامعة الأمريكية في لبنان و القاعات التي بناها الفلسطينيون فيها و لا يفوت الكاتب أن يُوضِّح أن الكثير من اللبنانيين لا يعرفون أن هؤلاء فلسطينيين بسبب التجنيس أو الطمس ….
أخيراً أقول ….. كُنَّا و ما زلنا نَحْنُ الفلسطينيون ضد التوطين في غير وطننا و ضد التجنيس بجنسية غير جنسيتنا الفلسطينية و إن شاء الله سيعود فلسطينيي الشتات لأحضان الوطن و إن لم يعودوا هُم سيعود أبنائهم أو أحفادهُم يوماً ما لأننا أحقُّ بها من الفلاشا …….. نُقِّر أن علينا واجبات تجاه دول قبلت أو أُرغمت على إستضافتنا و لكننا في البداية و في النهاية بشر لنا حقوق لن نتنازل عنها و من أبسطها العدل و المُساواة و سنُطالِّبُ بهذه الحقوق بشموخِ شعبٍ ما إنحنى إلا لله وقت الصلاة !!
مدام بلو ….. آسفة على الإطالة و لكن كان لا بُدَّ منها حتى أقف على جميع نقاط تعليقك و أتمنى مرة أُخرى أن لا أكون قد تجاوزت و لو بكلمة حدود الحوار المهذب و إن وجدتِ كلمة أزعجتكِ في تعليقي فآسفة لذلك …… أنا دائماً أرى أن الحوار بوابة لإثراء المعرفة و إختلاف الآراء تاجٌ يُزينُ حروف تلك المعرفة ما دام في حدود الإحترام و الكلام المُهذب .
تحياتي لكِ و لبلد العيد و أمانينا أن يبقي سعيد هو و أهلُه ….