اجتماع نخبوي وهام بدأ أمس الأربعاء في بريطانيا وينتهي اليوم الخميس، من دون أن تتسرب عنه أي معلومات تقريباً، لأنه مغلق وممنوع على الصحافة والإعلام، وموضوعه يلخصه سؤال: ماذا عن سوريا بعد الرحيل المرتقب لرئيسها بشار الأسد؟
لا أحد يدري شيئاً عن نوعية المناقشات والمداولات التي جرت أمس وراء أبواب موصدة وتنتهي اليوم، ليليها إعلان غداً الجمعة على الأكثر عن النتائج والتوصيات التي قد يدعو إليها الاجتماع الذي نظمته الخارجية البريطانية ودعت إليه، موحية بأهميته من اختيارها للمكان الذي عقدته فيه، وهو “مركز ويلتون بارك” المعروف بأنه قصر تاريخي تم بناؤه في القرن السادس عشر في ريف بعيد عن لندن 50 كيلومترا بمقاطعة ساسكس في الجنوب البريطاني.
والقصر هو الأشهر عالمياً لعقد مؤتمرات واجتماعات خاصة بمناقشة قضايا دولية مهمة، وأشهر مؤتمر عقد فيه هو الذي اقترحه رئيس الوزراء البريطاني الراحل، ونستون تشرشل، في 1946 وناقش بنجاح سبل إرساء السلام والديمقراطية في أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية.
وليام هيغ قبل الاجتماع: لا مفر من تنحي الأسد
وقد حاولت “العربية.نت” أمس، ومن دون أن تنجح، التعرف إلى هوية بعض المشاركين، ممن وصفتهم الخارجية البريطانية بخبراء وجامعيين متخصصين في كيفية إدارة وتجاوز اللأزمات، مضيفة أن البعض الآخر أعضاء في قيادة الائتلاف السوري المعارض، كما حضر ممثلون عن دول عربية ووكالات دولية.
وبحسب ما قال أمس متحدث باسم الخارجية البريطانية، فإن الهدف من الاجتماع هو “حض المجتمع الدولي على التفكير والإعداد لانتقال سياسي يتولاه السوريون”، مضيفاً “أننا نبذل ما في وسعنا لوضع حد للعنف في سوريا والتوصل إلى انتقال سياسي فعلي“.
وكان وزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ، سبق المتحدث باسم وزارته وكتب في “تويتر” الثلاثاء الماضي، وهو اليوم الذي دعت فيه الوزارة للاجتماع، بأن تنحي الرئيس السوري بشار الأسد “لا مفر منه”، وشدد في “تغريدة” ثانية على أهمية أن “يعد المجتمع الدولي للمرحلة التالية في سوريا”، لكنه لم يشرح شيئاً عن الاجتماع الذي يشرف عليه مسؤول دائرة الشرق الأوسط وإفريقيا في الخارجية البريطانية، ديفيد كواري، والذي سيختتمه ظهر اليوم الخميس وزير الدولة أليستير بيرت.
ولم تسمح الخارجية البريطانية لأي وسيلة إعلامية بتغطية الاجتماع الذي يهدف أيضا إلى الخروج بتوصيات وبرامج عمل تطمئن المجتمع الدولي عن مرحلة ما بعد سقوط الأسد.
كما لم تكشف الوزارة عن هوية أي طرف عربي أو أجنبي، ولا عن ممثلي أي جهة عربية ودولية وسورية شاركوا بالاجتماع، وسط تأكيدات لمحت إليها بعض وسائل الإعلام البريطانية بأن أي وزير خارجية ولا حتى زعيم التحالف الوطني السوري معاذ الخطيب كان بين المشاركين.