انتقد رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان موقف الولايات المتحدة من الازمة السورية قائلا انه “خلال كل فترة الازمة السورية المستمرة منذ سنتين، لم تعلن الولايات المتحدة عن موقف محدد من الوضع المتشكل”.
وقال اردوغان من على متن الطائرة التي اقلته خلال رجوعه من زيارة الى دولة الامارات يوم الاثنين 25 فبراير/شباط: “نعم، انهم ينددون بما يحصل، ولكننا ننتظر منهم شيئا آخرا.. فقد اعلنت روسيا والصين عن موقفيهما.. ويجب ان نبحث هذه المسألة مع الولايات المتحدة، لاننا بحثناها مع هاتين الدولتين. واذا ارادت الولايات المتحدة حلها يجب الجلوس الى طاولة المحادثات. فلست انا العضو الدائم في مجلس الامن بل هم”.
وانتقد اردوغان عمل الامم المتحدة حول الازمة السورية قائلا بهذا الصدد ان “خمس دول محورية، اعضاء في هذه المنظمة، لم تستطع تنفيذ واجباتها”.

اردوغان
وجاء الحديث عن الموقف الامريكي على ضوء الزيارة المرتقبة بتاريخ 1 مارس/آذار القادم لوزير الخارجية الامريكي جون كيري الى انقرة.
كما انتقد اردوغان نشاط جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الاسلامي ازاء الازمة السورية قائلا انهم “لم يستطيعوا حتى اللحظة الراهنة من ابداء موقف محدد، ولم يأخذوا على عاتقهم هذا الثقل الكامن بكامله على تركيا وقطر.. بينما ننتظر المساعدة من دول اخرى كذلك”.
وانتقد اردوغان ايضا الموقف الايراني قائلا ان “طهران لم تتخذ كذلك موقفا محددا من الازمة السورية، ومن غير المقبول وغير المسموح ان ايران تبقى متفرجا على مقتل هذا العدد من المسلمين، وذلك يؤسفنا”.
وفي ما يخص موضوع احتمال انشاء منطقة كردية مستقلة شمال سورية اكد اردوغان ان انقرة لن تسمح بانشاء هناك ” كيان منفصل، ان كان غير شرعي او شرعي”، مؤكدا ان بلاده “لن تسمح بخرق مبدأ وحدة الاراضي السورية، فهذه الدولة مهمة جدا لنا، وان حصل ذلك فانه سيؤدي الى مشاكل جدية جديدة”. وحذر من ان “هذا الكيان، في حال تشكله، سيمنح تركيا حقوقا وصلاحيات مختلفة”.
وشدد على ان “أنقرة لن تسمح بتكرار نموذج المعاناة في العراق في سورية”، منوها بـ”ضرورة ألا يسمح أحد بذلك”.
وبالنسبة الى عملية السلام داخل تركيا، قال اردوغان: “بإمكاننا القول ان العملية ستبدأ بعد ترحيل الإرهابيين (عناصر حزب العمال الكردستاني) الى دولة أخرى”.
وأوضح ان “عملية إخلاء معسكر مخمور، ستتم بالتنسيق مع الأمم المتحدة”.
يذكر أن معسكر مخمور هو مخيم للاجئين الاكراد من تركيا تديره الأمم المتحدة في شمال العراق، وتقطنه عناصر من حزب العمال الكردستاني وعائلات كردية نزحت من جنوب تركيا أواخر ثمانينات القرن الماضي.
وردا على سؤال عما إذا كانت تركيا ستقوم بمخاطرات سياسية بهدف حل القضية الكردية في تركيا، اعتبر اردوغان ان بلاده “لن تحقق أي نتائج ما لم تقم ببعض المخاطرات”.

شارك الخبر:

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *