اعتصم المئات من المواطنين، اليوم، وسط مدينة غرداية فيما أسموها وقفة “استرجاع الكرامة” رفعوا خلالها شعارات تطالب بالحد من الفساد ومحاربة البيروقراطية والتوزيع العادل للثروة.
وطالب المعتصمون بالحق في السكن والشغل للشباب العاطل عن العمل، خاصة في ولايات الجنوب، وانتقدوا ما وصفوه بسياسات التشغيل والحلول الترقيعية التي تقترحها الحكومة لحل مشكلة البطالة.
وشدد الناشطون الذين تحدثوا خلال الاعتصام على أن “الوحدة الوطنية “خط أحمر”، و”لا لتركيع الجزائر”. وطالبوا بمحاسبة المسؤولين عن قضايا الفساد في الجزائر، وطالبوا بالحكم الراشد، وبإيقاف المتابعة القضائية في حق الناشطين الحقوقيين في الجنوب.
وتم الاعتصام في هدوء تام، ولم تسجل خلاله أي مناوشات بين المعتصمين وقوات الشرطة التي فضلت مراقبة الوضع عن قرب.
وفي نفس السياق، تجددت، مساء اليوم، الاحتجاجات بشكل متقطع في عدد من أحياء مدينة ورقلة جنوب الجزائر، بعد هدوء حذر ساد المدينة عقب يومين من الاحتجاجات على قائمة المستفيدين من سكن الفقراء الذي توزعه الدولة مجاناً على الفقراء ومحدودي الدخل.
وفي العاصمة الجزائرية، اعتصم عدد قليل من معتقلي الصحراء، الذين كانت تحتجزهم السلطات الجزائرية في محتشدات في الفترة بين 1992، في سياق وقائي لمنعهم من الالتحاق بالمجموعات المسلحة.

الجزائر
واستقبل وفد من المعتقلين السابقين من قبل مسؤولين في اللجنة الاستشارية لحقوق الإنسان (هيئة تابعة لرئاسة الجمهورية)، والتي وعدت بنقل انشغالهم إلى رئاسة الجمهورية.
تحذيرات المراقبين
وعلق الأستاذ الجامعي والكاتب الصحافي، عبد الكريم تفرقنيت، على موجة الاحتجاجات التي تشهدها عدة مدن في الجزائر، وقال لـ”العربية .نت” إنها تعود إلى عدم وفاء السلطة بالتزاماتها تجاه سكان منطقة الجنوب، حيث قدمت السلطة وعودها لهم في العديد من المناسبات والاستحقاقات، لكنها لم تف بوعودها ولم تحقق مطالبهم المتمثلة في توفير مناصب شغل والسكن والتنمية، وهذه المطالب مطروحة قبل 2007.
وحذر تفرقينيت من أن “تماطل السلطة يمكن أن يؤدي إلى تحويل المطالب لتأخذ وجهة سياسية، وهذا قد يؤزم الوضع في البلاد أكثر، خاصة أن الجزائر تتواجد في منطقة توتر أو في دائرة نزاعات وثورات وحروب، على حدودها مع مالي وليبيا وتوتر في تونس”.
من جانبه، اتهم النقابي والكاتب جمال غلاب، السلطة بالتماطل في الرد على المطالب الاجتماعية في منطة الجنوب كما في منطقة الشمال. وقال لـ”العربية.نت” إن “ما يحدث في الجنوب من احتجاجات هو بالأساس مطالب مشروعة”، مشيراً إلى أن “السلطة قادرة على تلبية مثل هذه المطالب، لكنها لا تود ذلك في الوقت الحالي، لأنها تسعى إلى إلهاء الرأي العام على قضايا مصيرية كتعديل الدستور والانتخابات الرئاسية”.

شارك الخبر:

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *