(CNN)- تجددت الاشتباكات بين رجال الأمن ومحتجين بمدينة معان جنوب الأردن، ليل الأحد، لتنتهي بذلك حالة الهدوء الحذر، في الوقت الذي تؤكد فيه الحكومة على أنها ستتخذ إجراءات صارمة لإنهاء التوتر في المدينة التي تقع على بعد 250 كيلومتر جنوب العاصمة، عمان.
وأكد النائب عن محافظة معان امجد ال خطاب عودة الاحتكاكات، قائلا: “إنه ومنذ بداية الأحد نفذت الاجهزة الامنية حملة اعتقالات عشوائية طالت اطفال بعمر 14 عاما،” محملا الحكومة مسؤولية التغاضي عن اعتقال مطلوبين منذ عامين في المدينة.
وأشار الناشط محمد سقالله: إن استعراض لقوات الامن استفز المحتجين واطلقت اعيرة نارية.
وعاشت مدينة معان الاردنية حالة من الترقب المصحوب بالهدوء الحذر، بعد عدة أيام من اندلاع اشتباكات بين قوات الأمن الاردنية وسكان المدينة رافقها أحداث شغب وتبادل لإطلاق النار، فيما شهدت حتى عصر الاحد شللا عاما بسبب إعلان مجموعات من أبناء معان عصيانا مدنيا.
وجاءت أحداث الشغب التي توقع نشطاء في المدينة تجددها ليل الأحد، على خلفية انتشار فيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي يظهر فيه أبناء من المدينة وهم يركلون جثتين لمطلوبين أمنيين قتلا خلال مطاردة أمنية، حيث منحوا السلطات المحلية مهلة يوم للكشف عن هوية الفاعلين.
لكن نشطاء اتهموا الحكومة بغياب أجهزتها عن ما يجري في المدينة، التي شهدت توترا واسعا في شهر نيسان المنصرم، على خلفية مقتل أربعة في مشاجرة مسلحة داخل جامعة الحسين الحكومية.
من جهته قال الناطق الرسمي باسم الحكومة، محمد المومني إن الحكومة الاردنية تشعر بأهمية ما يجري في معان وأن الحدث الامني فيها لا يحتمل التهويل او التضخيم.
وقال: “الامور هناك تحت السيطرة وما يجري يتم التعامل معه وفق القانون هناك مشكلة نعم لكن أؤكد أن هناك أيضا قانونية والحكومة تتابع بشكل حثيث ونثني على دور وجهاء معان التي نعتز بها.”
بالمقابل، قال حسين كريشان الناشط وأحد سكان المدينة إن هناك حالة من الهدوء الحذر بعد أيام من العنف والاشتباكات وإغلاق المحال التجارية.
وأضاف قائلا: “ظهر الاحد تجددت الاشتباكات وهناك تعزيزات أمنية في محيط مؤسسات الامنية… المحتجين مطالبهم تتلخص في الكشف عن المسؤولين عن التسجيل وكثير منهم من أصحاب الاسبقيات.”
وأكد كريشان، أن الاشتباكات بين الامن ومحتجين تخللها إطلاق بقنابل الغاز المسيل للدموع والملاحقات في الأزقة وبين المنازل، فيما أشار الى أن عددا من البنوك والمصارف المعروفة أغلقت أبوابها الأحد ما دفع تلك المجموعات بالتوجه إلى المحلات التجارية والطلب علنا إغلاقها، وأن العديد من أصحابها استجابوا خشية الاشتباكات مع الأمن.
إلى ذلك، قاطع مواطن من مدينة معان حفلا كان يحضره العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني لإطلاق مبادرة تحمل عنوان التمكين الديمقراطي في العاصمة، مناشدا إياه بالتدخل لما قال إنه “إنقاذ محافظ معان.”
ونقل شهود عيان عن المواطن الذي عرف عن نفسه بانتمائه لعشيرة الحويطات قوله للملك على الملأ: “نحن نعيش في خوف في قتل في عصابات تقتل في الشوارع، إذا انتقل الارهاب من معان إلى عمان ستنتهي الاردن.”
ولم تعلن السلطات الامنية عن حجم الاضرار المترتبة على أحداث الشغب التي تخللها إضرام حرائق، فيما من المتوقع أن تبادر مجموعة من وجهاء المدينة الاثنين بإيصال مطالب المحتجين إلى المسؤولين الرسميين لإنهاء الأزمة.”