(CNN)– أكد القيادي البارز في الائتلاف الوطني للثورة والمعارضة السورية، الدكتور كمال اللبواني، تمسك الحكومة الاردنية برفض تمرير أي سلاح للمعارضة السورية عبر أراضيها، فيما أكد ضبط السلطات الرسمية “فرق اغتيال” لشخصيات سورية، في عدد من الدول التي يلجأ إليها سوريون، من بينها الأردن.
وقال اللبواني، العضو في الهيئة السياسية ومسؤول ملف الأمن والدفاع في الائتلاف، في جلسة خاصة في العاصمة عمان مع عدد محدود من ممثلي وسائل الإعلام الاثنين، إن ملفات عديدة بحثها رئيس الائتلاف، الشيخ أحمد الجربا، مع وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني، ناصر جودة ، خلال زيارته للبلاد، مشيراً إلى أن السلطات الأردنية وافقت بصعوبة على دخول الجربا إلى منطقة درعا من الحدود الأردنية.
واعتبر اللبواني، الذي رافق الجربا مع عدد من أعضاء الائتلاف للمملكة الخميس الماضي، أن زيارة الشيخ لدرعا تعتبر “ضربة نوعية” للنظام السوري، في الوقت الذي استطاعت فيه قوى الثورة أن تصيب “موكب الرئيس السوري بشار الأسد” صبيحة اليوم الأول من العيد، بحسب قوله.
مخاوف أردنية
ونقل اللبواني عن جودة مخاوف المملكة الأردنية من تحقق ثلاثة سيناريوهات في سوريا فيما يتعلق بالحكم، تتمثل فيما أسماه نشوء “دولة فارسية معادية” عبر تنظيم العراق وبلاد الشام، أو ” حكم مجموعات متطرفة كجبهة النصرة البلاد”، أو “الانتقال الى حالة الفوضى والتقسيم”، فيما بدا الحديث عن السلفيين الجهاديين في سوريا لا مشكلة فيه، وجماعة الإخوان المسلمين أقل خوفاً منها.
تحذير من السفارة السورية في عمان
كما بين المعارض السوري أن الائتلاف طلب من الحكومة الأردنية إغلاق سفارة دمشق في عمّان في وقت سابق، بوصفها “سفارة أمنية وخطيرة”، على حد قوله، إلا أنهم أبلغوا بأن الإغلاق قرار “سيادي.”
وأضاف: “السفارة السورية في عمان لديها جهاز أمني يضم ما لا يقل عن 10 آلاف رجل أمن ومخبر، متواجدين على الأراضي الأردنية منذ ما قبل الثورة.. وهي قادرة على إيذاء الأردن بتفجيرات أو تنفيذ عمليات خطف..”
ورأى اللبواني أن سفير دمشق في عمان، بهجت سليمان، قد فاقم العداء الإعلامي والدبلوماسي عبر تصريحاته “السياسية المستفزة”، وعلق عليه مضيفاً: “سليمان استفزازي بتصريحاته، لكن بسلوكه لا يوجد ما هو مؤذ كثيراً كسفارة كان من الممكن أن يكون أسوأ مما هو عليه، لأنه خرج من سوريا وهو في وضع مزر، لخلاف مع آصف شوكت، وتعرض للإهانة.”
فرق اغتيال لسوريين في الأردن
في سياق متصل، أكد اللبواني أن السلطات الرسمية في عدة دول، منها تركيا والإمارات والأردن، أبلغت المعارضة السورية عن ضبط “فرق اغتيال”، أوكلت إليها مهمة “تنفيذ”، وليس “رصد” شخصيات سورية لاغتيالها.
وفيما لم يمكن لـCNN بالعربية الحصول على تأكيد رسمي من جانب السلطات الأردنية، فقد أردف المعارض السوري قائلاً: “هناك أناس تم ضبطهم عملاء في الأردن والإمارات، ولم نبلغ عن نتائج تحقيقات السلطات الرسمية معهم، لكن طلب منا توخي الحذر.. وتم تزويدنا ببعض قوائم أسماء.”
تدريب منشقين في الأردن
وفيما يتعلق بتكرار الحديث عن وجود معسكرات لتدريب قوات من المعارضة السورية أو المنشقين في الأردن، قال اللبواني إن هناك وعد أمريكي بتدريب 3 آلاف عنصر “كوماندوز” منذ زمن، على أن تكون في موقع يختاره الجانب الأمريكي في الأردن أو غيره، أو موقع سري آخر، لافتاً إلى أنه لم ينفذ للآن.
وفي السياق ذاته، كشف اللبواني عن مقترح تجري مناقشته بين ممثلي الائتلاف ونحو 1300 عسكري سوري منشق في الأردن، ونحو 5 آلاف آخرين في تركيا، لتشكيل نواة “جيش وطني” ليكون بديلاً مستقبلاً عن “الجيش الحر.”
وبين القيادي في ائتلاف المعارضة السورية أن طلباً رسمياً سيقدم عقب الانتهاء من المناقشات وإقرار صيغة محددة، إلى كل من الحكومتين التركية والأردنية لتدريب كل مجموعة على أراضي الدولة المضيفة، أو نقلهم إلى مواقع محررة في سوريا، في حال الرفض.
وأشار اللبواني إلى أن السلطات الأردنية ترغب في دعم ما تعتبره “قوى معارضة سورية معتدلة”، وقال: “منذ بداية الثورة طلبنا رسمياً من السلطات الأردنية توريد السلاح وتمريره عبر أراضيها، لكننا بلغنا بالرفض، وقيل لنا إن الأردن لم ولن يسمح بذلك.. لم يفتح باب التفاوض حتى كحديث عن تمرير مشروط.”
تدمير الجناح العسكري لحزب الله
وفي شأن متصل، قال اللبواني إن الائتلاف وقوى المعارضة السورية سيسعون مستقبلاً إلى القضاء على الجناح العسكري لحزب الله اللبناني، قائلاً: “سنعاقبه عسكرياً سنقاتله في أرضه لاحقاً.. سنعمل على التخلص منه بالتعاون مع الشعب اللبناني.”
مؤتمر جنيف 2
إلى ذلك، قال اللبواني إن الائتلاف لم يتخذ بعد قراراً بشأن المشاركة في مؤتمر “جنيف 2″، مشيراً إلى أنه في حال إجبار الائتلاف على المشاركة من الدول الداعمة، فإنه سيحول المؤتمر إلى “منبر لمحاكمة بشار الأسد”، عبر شهادات حية لضباط منشقين.
وأكد اللبواني أن الائتلاف متمسك برفض أي مفاوضات للحل السياسي في سوريا بحضور من أسماهم “النظام أو أزلامه”، قائلاً إن أعضاء الائتلاف على استعداد “لتدمير الائتلاف وانتحاره سياسياً وحله”، في حال تضمن المؤتمر “إعادة إنتاج نظام بشار الأسد.”
وقال: “لا نستطيع القول إننا لن نذهب إلى جنيف 2، لأن النظام سيستفيد وسيقطع عنا الدعم الأمريكي، وسيظهر النظام السوري وكأنه حمامة سلام والروس سيتمردون.. لن نذهب إلى جنيف 2 إلا في حال توفر ظروف نجاح جنيف تحقق الغاية بنقل السلطة في سوريا.”
الحكومة المؤقتة
وبشأن حكومة سورية مؤقتة تدير المناطق المحررة في الداخل، رجح اللبواني أن يحصل الدكتور أحمد طعمة الخضر على ثقة الائتلاف، وأن تتم تسميته في غضون شهر، للمباشرة في عمله برئاسة الحكومة المؤقتة.