فرانس برس – أعربت مشيخة الأزهر، الخميس، عن أملها في “علاقات أفضل” مع الفاتيكان بعد انتخاب البابا الجديد، وفي ظهور “توجه جديد” يتيح استئناف الحوار الذي كانت مشيخة الأزهر علقته مع الفاتيكان أوائل 2011.
وقال محمود عزب، مستشار إمام الأزهر أحمد الطيب لشؤون الحوار، “نهنئ كنيسة القديس بطرس والكاثوليك في العالم بتنصيب البابا الجديد، ونتمنى أن تسود بيننا علاقات أفضل لخدمة الإنسانية كلها، وبمجرد أن نرى توجهاً جديداً سنعود فوراً إلى الحوار (..) الذي كنا علقناه، لأن مواقف الفاتيكان لم تكن تدعو (وقتها) إلى التقارب“.
وأضاف عزب أن “الأزهر الشريف كان علق الحوار في أوائل 2011 بعد أن تراكمت أسباب دفعته إلى ذلك، منذ خطاب البابا السابق واتهامه الإسلام بالعنف”، موضحاً “علقنا الحوار إلى أن تتحسن الظروف لأن هدف الحوار التقارب، ومواقف الفاتيكان لم تكن تدعو إلى ذلك”.
وأضاف: “إننا نرحب بالبابا الجديد، لأنه من أمريكا اللاتينية وهي شعوب متدينة مثل الشرق، ونتمنى له التوفيق كما نتمنى أن تنشأ جسور جيدة ومتينة لحوار متوازن وفعال بين العالم الإسلامي والفاتيكان، حوار للتوافق حول القيم العليا المشتركة التي تحفظ للإسلام كرامته وتحققها على أرض الواقع”.
وتابع “نأمل أن يدافع الفاتيكان في عهده الجديد عن المضطهدين والمظلومين في العالم كله، ومنه الشرق، بدون تفرقة بين مسلم ومسيحي لأن كرامة الإنسان واحدة كما جاء في القرآن”.
وبات الكاردينال الأرجنتيني، خورخي ماريو برغوليو، البابا الأول من القارة الأمريكية، واليسوعي الأول الذي يتولى السدة البابوية عندما انتخب مساء الأربعاء ليخلف بنديكتوس السادس عشر. واختار البابا الجديد لنفسه اسم فرنسيس ليكون أول بابا يحمل هذا الاسم.
وبدأت الخلافات بين الفاتيكان والمسلمين بسبب تصريحات البابا بنديكتوس السادس عشر في جامعة ريجينسبرغ الألمانية في سبتمبر/أيلول 2006، والتي ربط فيها بين الإسلام والعنف.
وحاول البابا بنديكتوس بعدها بخمسة أشهر تدارك الأمر بزيارة جامع السلطان أحمد في اسطنبول، وذلك في محاولة منه لإصلاح العلاقات مع العالم الإسلامي.
واستأنف الطرفان في عام 2009 الحوار، لكن الأمور تأزمت مجدداً مطلع يناير/كانون الثاني 2011 إثر إدانة البابا المستقيل لتفجير كنيسة القديسين في مدينة الإسكندرية (شمال مصر)، داعياً إلى حماية المسيحين في مصر.
وقرر الأزهر عقب هذا الموقف تجميد علاقاته مع الفاتيكان لأجل غير مسمى، بسبب ما اعتبره آنذاك تعرضاً متكرراً من بابا الفاتيكان السابق للإسلام “بشكل سلبي”.