لم يعد خفياً أن جملة المتغيرات السريعة والمتلاحقة التي شهدتها المنطقة والاجتماعات الأخيرة المكثفة التي كانت موسكو محورها، تهدف بشكل رئيسي إلى رسم مستقبل الأزمة السورية. وذلك ما تحدث عنه رئيس الوزراء التركي صراحة حين أكد أن الأشهر المقبلة ستأتي بتطورات تغير المشهد السوري وتأذن ببدء حقبة جديدة من الصراع الممتد لأكثر من خمسة أعوام.
صحيفة “وورلد تريبيون” الأميركية ألقت ضوءا جديدا على تفاصيل ما يتم ترتيبه في أروقة السياسة الروسية، وموضوع أمن إسرائيل الذي بالرغم من عدم التطرق له علنا، إلا أنه كان دائم الحضور في معادلة التوازنات الدولية والإقليمية حول الملف السوري.
وكشفت الصحيفة عن أن رئيس النظام السوري بشار الأسد زار روسيا سرا، قبيل زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وأبلغ الأسد نظيره الروسي فلاديمير #بوتين بأنه سيعمل على ضمان هدوء الأوضاع على الحدود الإسرائيلية كما كانت هذه الجبهة لعقود، مقابل تقديم تل أبيب دعمها لنظامه.
الصحيفة أشارت إلى أن كل الأحداث والتطورات التي شهدتها المنطقة خلال الفترة الأخيرة، أدت إلى ضمان أمن واستقرار إسرائيل أكثر من أي زمن مضى، باستثناء التهديدات التي تخشاها من الجبهة الشمالية، في حال تفرغ حزب الله من الحرب في سوريا ، وهنا يكمن دور الأسد بالتحديد وفحوى التطمينات التي نقلها سرا إلى بوتين.
ما يعيد للأذهان المعلومات التي تسربت سابقا عن طلب إسرائيلي عبر الوسيط الروسي بضمانات، للموافقة على تأجير هضبة الجولان السوري المحتل لـ99 عاما.
أما بوتين فيبدو راضيا عما تؤول إليه الأمور وفقا للصحيفة التي ترى بأن ما تحققه قواته على الأرض، في مقابل تضاؤل الدور الإيراني بعد خسارة طهران للعديد من قادتها العسكريين وانشغالها بالاحتجاجات الكردية والعربية في الداخل. إضافة إلى انكفاء أنقرة على بيتها الداخلي في أعقاب محاولة الانقلاب، وكل ذلك يصب في النهاية في صالح إسرائيل.