وافق الأسير الفلسطيني سامر العيساوي، المضرب عن الطعام منذ أغسطس/آب الماضي, بسبب اعتقاله بتهمة إخلال شروط صفقة إطلاق سراحه في إطار الصفقة مع حركة حماس, على وقف إضرابه مقابل محو كل الدعاوى في حقه, والتعهد بإطلاق سراحه بعد ثمانية أشهر من تاريخ الصفقة.
وأصر العيساوي أن يكون الاتفاق مكتوباً وبحضور محامين لكي لا يتنصل منه الاحتلال.
وقالت شيرين العيساوي، أخت الأسير، إن أهم إنجاز لسامر في هذه الصفقة هو محو كل الدعاوى الماضية وإتمام الفترة المتفق عليها.
ومن جهة أخرى فإن معركة الأمعاء الخاوية أصبحت هاجساً لدى أجهزة الأمن, والمستوى السياسي في إسرائيل أيضا, كون إسرائيل غير معنية باشتعال الوضع في الضفة.
ويشهد الشارع الفلسطيني غلياناً مستمراً منذ الإضراب الأول عن الطعام للأسير عدنان خضر العام الماضي، الأمر الذي أنبأ بأن تكون للفلسطينيين انتفاضة ثالثة تشعلها قضية الأسرى، وهي القضية التي تبدو العنوان الأبرز لهذه المرحلة من النضال الفلسطيني, فإضراب الأسرى عن الطعام له صدى مستمر في الشارع من مظاهرات ومواجهات في أرجاء فلسطين.
وخلق استشهاد الأسير ميسرة أبو حمدية في السجون الإسرائيلية انفعالاً في الشارع, حيث تحاول إسرائيل الامتناع عنه, بعد أن سارعت في محاولة تفسير استشهاد الأسير بأنه كان من جراء المرض, ولم يتعرض لأي من أساليب الضرب أو التعذيب.
وأعلن يوم جنازته إضرابا عاما في الأراضي الفلسطينية, كما أن مواجهات حصلت في الأراضي الفلسطينية نجمت عنها إصابات واعتقالات في صفوف الفلسطينيين، وكان مؤشرا على حالة الاحتقان في الشارع.
ووصف سكان حي العيساوية صفقة سامر بالانتصار, وقال أحد جيرانه لـ”العربية.نت”: “سامر أظهر للعالم كله مدى الصبر لدى الإنسان الفلسطيني”.
وأضافت عمته لـ “العربية.نت” أن “ما قام به سامر بإصراره لم يقم به الرؤساء بمفاوضاتهم”، وهنا تجدر الإشارة إلى أن 4900 أسير فلسطيني يقبعون في السجون الإسرائيلية, من بينهم 14 امرأة ونحو 300 طفل.
ومن بين المعتقلين 1200 أسير مريض, ومنهم 170 بحاجة إلى عمليات عاجلة وضرورية, و25 مصاباً بمرض السرطان.
بالإضافة إلى 107 أسرى هم من القدامى الذين أمضوا أكثر من 20 عاماً, ووصل عدد المعتقلين الإداريين إلى 168, دون تهمة أو محاكمة, وعدد شهداء الحركة الأسيرة 207 شهداء.
وتستطيع فلسطين التوجه إلى المحاكم الدولية في قضايا تخص الحركة الأسيرة اليوم بعد تغير موقع فلسطين دولياً.