من الصعب أن يقبل الشعب أن يكون بلده وجهة محتملة لتفكيك أسلحة النظام السوري الكيميائية، ويبدو الشعب الألباني – إحدى دول إقليم البلقان الواقع في جنوب شرق أوروبا – غاضباً من احتمال أن يكون بلده موجوداً على قائمة الاحتمالات بما يخص الكيمياوي.
عليا نها.. شابة سورية مقيمة في ألبانيا منذ عدة سنوات، شاركت في المظاهرات الكبيرة التي احتلت شوارع عاصمة ألبانيا ضد وصول أي نوع من الأسلحة الكيمياوية إلى ألبانيا، تقول عليا لـ”العربية نت”: “شاركت مع الألبانيين لأنني أم لطفلتين أولاً، ولا أستطيع أن أتقبل فكرة أن تصابا بأي ضرر”.
وتضيف أن الشعب الألباني شاركها دائماً في المظاهرات التي كانت تنظمها للتنديد بممارسات النظام السوري ضد أبناء شعبها، وحملوا معها اللافتات والصور التي تحمل صور أطفال سوريا، ورفعوا معها علم الثورة السورية، وهي اليوم تخرج معهم في مظاهراتهم ضد دخول السلاح الكيمياوي لألبانيا.
ورفع المتظاهرون الكثير من الشعارات وردوا هتافات ضد بيع حياة أطفالهم مقابل الدولار، قائلين: “لا نبيع بدلنا بالدولار”، و”لا للسلاح الكيمياوي”، و”حياتنا لها قيمة”.
يُذكر أن المظاهرات انطلقت في العاصمة الألبانية تيرانا أمس الثلاثاء واتجهت إلى السفارة الأميركية في العاصمة، مرددين العديد من الهتافات ضد الولايات المتحدة منها: “ألبانيا لنا” و”الأرض لنا ولن نبيعها بالدولار”، وكشفت هذه الهتافات عن الغضب الشديد من الشعب الألباني بسبب سياسة الولايات المتحدة، علماً بأن الألبان لديهم ولاء شديد لواشنطن عرفاناً منهم بالجميل وتعود أسبابه إلى نهاية الحرب العالمية الأولى عندما رفضت الولايات المتحدة تقسيم ألبانيا وضمها إلى الدول المجاورة، بالإضافة إلى حملة وقف إبادة الألبان في كوسوفو من خلال قصف الناتو ليوغسلافيا سابقاً.