أعلنت الأمم المتحدة الجمعة، أن عدد اللاجئين السوريين تجاوز حاجز الـ3 ملايين شخص، وسط تقارير عن ظروف مروعة على نحو متزايد تشهدها الدولة العربية، التي تشهد اضطرابات واسعة منذ ربيع 2011، بلغت حد “الحرب الأهلية.”
وقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، إن ما يقرب من نصف السوريين اضطروا إلى مغادرة ديارهم، والفرار للنجاة بحياتهم، بسبب تعرض السكان في بعض المدن للحصار والجوع، فيما يجري استهداف المدنيين وقتلهم دون تمييز.
وأشارت مفوضية اللاجئين في بيانها إلى أن واحداً من بين ثمانية سوريين على الأقل، فروا عبر الحدود، وهو ما يساوي تماماً مليون شخص منذ أكثر من عام، إضافة إلى وجود نحو 6 ملايين و500 ألف نازح داخل سوريا، وأكدت أن أكثر من نصف هؤلاء اللاجئين والنازحين من الأطفال.
وقالت المفوضية الأممية ووكالات إغاثة أخرى إن “أعداداً متزايدة من الأسر يصلون وقد بدت عليهم الصدمة، مرهقون وخائفون ونضبت مدخراتهم.. معظم هؤلاء ظلوا هاربين لمدة تتراوح بين عام أو أكثر، يفرون من قرية إلى أخرى، قبل اتخاذ القرار النهائي بمغادرة البلاد.”
واعتبر البيان أن “رحلة الخروج من سوريا باتت أكثر مشقة”، حيث يتم إجبار الكثير من النازحين على “دفع رشاوى عند نقاط التفتيش المسلحة، والمنتشرة على طول الحدود”، كما يتم إجبار الذين يعبرون الصحراء إلى شرق الأردن، على “دفع مبالغ ضخمة للمهربين، لنقلهم إلى بر الأمان.”
ولفتت مفوضية اللاجئين إلى أن الغالبية العظمى من اللاجئين السوريين لا تزال تتمركز في البلدان المجاورة، حيث يأتي لبنان في المقدمة بنحو مليون و140 ألف، تليها تركيا بـ815 ألف، ثم الأردن بنحو 608 آلاف لاجئ، مما أدى إلى “إثقال كاهل اقتصاديات هذه البلدان ومواردها وبنيتها التحتية.”
ويصارع أكثر من أربعة من بين خمسة لاجئين لكسب العيش في البلدات والمدن خارج المخيمات، فيما يعيش 38 في المائة في ملاجئ دون المستوى، وذلك وفقاً لدراسة حديثة، كما أشار التقرير إلى أن هناك مئات آلاف آخرين فروا إلى دول مجاورة، لا توجد إحصاءات رسمية بأسمائهم.
ويشكل السوريون الآن أكبر عدد من اللاجئين في العالم ممن ترعاهم المفوضية، ويأتون في المركز الثاني من حيث العدد بعد الأزمة الفلسطينية المستمرة منذ عقود طويلة، وتعتبر عمليات المفوضية الخاصة بسوريا “الأضخم حتى الآن” في تاريخ المفوضية، منذ نشأتها قبل 64 عاماً.
ونقل البيان عن المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أنطونيو غوتيريس، قوله: “لقد أصبحت الأزمة السورية أكبر حالة طوارئ إنسانية في عصرنا الراهن.. ورغم ذلك، فإن العالم يخفق في تلبية احتياجات اللاجئين والدول المضيفة لهم.”
يُذكر أن مفوضية حقوق الإنسان بالأمم المتحدة كانت قد أعلنت في وقت سابق من الأسبوع الماضي، أن حصيلة الصراع الدموي الدائر في سوريا، منذ انطلاق الاحتجاجات الشعبية المطالبة برحيل نظام الرئيس بشار الأسد، في مارس/ آذار 2011، تجاوزت 191 ألف قتيل.