قامت السلطات الأمنية التونسية، بمداهمة منزل أبو عياض، زعيم تيار أنصار الشريعة القريب من تنظيم القاعدة، بمنزله بإحدى الضواحي الجنوبية للعاصمة تونس، وذلك تزامناً مع تعدد التفجيرات الإرهابية في جبل الشعانبي، وسقوط قتلى في صفوف الجيش، ما أثار ردود أفعال سلبية داخل الشارع التونسي.
وتداول موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” مقطع فيديو، يبرز امرأة قالت إنها شقيقة سيف الله بن حسين المكنى بأبو عياض، وتحدثت نحو أربع دقائق عما قالت إنها مداهمة أمنيين لمنزلهم.
وبحسب موقع أخبار الجمهورية، فإن المرأة قالت إنها تلقت اتصالاً من زوجة شقيقها أعلمتها فيه بوجود تحركات مريبة في محيط المنزل، وأضافت أنها خرجت فإذا بها تفاجأ بوجود نحو ثلاثين شخصاً ملثّماً، ولما سألتهم قالت إن الإجابة كانت: “لدينا إذن بالمداهمة وتفتيش المنزل”. وأضافت أنها لما طالبت بمشاهدة الإذن أجابها أحدهم بأنه إذن شفاهي وسيدخلون رغم أنفها.
وواصلت شقيقة أبو عياض لتؤكد أن المداهمة جدّت وخلّفت حالة من الرعب في صفوف ابنها وكذلكة زوجة شقيقها وابنته وأمه المريضة، وتم تفتيش جميع أركان البيت دون العثور على شيء، وغادر الأعوان الملثمون والذين حملوا السلاح بعد أن تركوا آثار التهشيم عقب الاقتحام.
وللإشارة، ودائماً حسب موقع أخبار الجمهورية، فإن صورة شقيقة أبو عياض لم تظهر في الفيديو، بل تم تسجيل صوتها فقط مع تصوير آثار الاعتداء على المنزل. وأضافت في رسالة موجهة إلى شقيقها أنها صابرة رفقة كل العائلة على هذا الابتلاء الذي قالت عنه إنه لن يزيدهم إلا قوة وتمسّكاً بمساندة شقيقها بعد الامتحان الذي مرّوا به.
وكان قد انفجر، صباح يوم الخميس، لغم جديد بجبل الشعانبي نجم عنه مقتل جنديين وجرح اثنين، حسب مصادر وزارة الدفاع الوطني في تونس.
كما عرفت ليلة الأحد مقتل وكيل أول بالجيش الوطني إثر تعرضه لطلقات نارية (صديقة) على وجه الخطأ من طرف زملائه خلال عملية تمشيط بإحدى مناطق جبل الشعانبي.
وأوردت إذاعة “شمس إف إم إن” المحلية أن المتوفى الذي يدعى مختار المباركــي من ولايــة القصرين وبعد ابتعاده قليلاً عن زملائه وعند عودته إليهم في رؤية غير واضحة لم يلتزم بالتوقف والإدلاء بكلمــة السر، الأمر الذي جعل أعوان الجيش يطلقون عليــه مباشرة 7 رصاصات مما عجل بوفاته.
كما يذكر أن سيارة تابعة للحرس الوطني انقلبت، أمس الأحد، أثناء عملية تمشيط بمنطقة المنقار بسلسة جبال الشعانبي، مما أسفر عن تعرض 5 أعوان إلى إصابات متفاوتة الخطورة. وبحسب شهود عيان فإن السيارة انقسمت إلى نصفين، بعد تفجر اللغم، ما يشير إلى أن الإرهابيين بحوزتهم ألغام متطورة وليست بدائية من صنع محلي.
وتواصل المجموعات الإرهابية المسلحة التحصن منذ أشهر بجبل الشعانبي. ولم يتسن إلقاء القبض إلى الآن على أي واحد منها، رغم إيقاف عديد الأفراد المتعاونين معها من الذين يقدمون لها الدعم والمساعدة اللوجستية.
وفي تصريح لـ”العربية.نت” عبر المحلل السياسي، منذر ثابت، عن قلقه من وجود ما أسماه “ترابطاً بين تفاعلات الحراك السياسي بين حزب النهضة الإسلامي الحاكم والمعارضة، وما يحدث في الشعانبي”. وقال “في كل مناسبة يشهد فيها الصراع السياسي تصعيداً تتحرك جبهة الشعانبي، وكذلك تحركات لما يعرف بأنصار الشريعة القريب من تنظيم القاعدة”.
يذكر أن المشهد السياسي التونسي يعرف جدلاً واسعاً بين حزب النهضة الإسلامي الحاكم والمعارضة اليسارية والعلمانية على خلفية مشروع الدستور الذي تقول المعارضة إنه دستور النهضة وليس دستور كل التونسيين.