نفى المبعوث الدولي العربي إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي، تصريحات سابقة نسبت له قال فيها إنه من الممكن أن يشارك الرئيس السوري بشار الأسد في المرحلة الانتقالية في سوريا من دون أن يقودها، مؤكداً أن دور الأسد قرار يتخذه السوريون في مؤتمر جنيف 2 للسلام.
ويواصل الإبراهيمي مساعيه من أجل تعبيد الطريق لمؤتمر جنيف 2، وعليه في هذه المرحلة إيجاد حد أدنى من التوافق في وجهات النظر بين النظام والمعارضة في الداخل.
فقد تلقى الإبراهيمي تأكيدا من النظام في سوريا على أن “للشعب السوري وحده الحق في اختيار من يقوده”، وذلك خلال لقاءاته في العاصمة السورية التي شملت معارضة الداخل.
وأكد وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، للإبراهيمي تمسك النظام بمشاركته في المؤتمر انطلاقاً من حق الشعب في رسم مستقبله بعيداً عن أي تدخل خارجي.
وأوضح المعلم في هذا السياق أن الحوار في جنيف 2 سيجمع السوريين بقيادة سورية، معتبراً أن بيان لندن وغيره من التصريحات التي تقصي الأسد من أي خريطة طريق لمستقبل البلاد هي بمثابة اعتداء على حق الشعب في تقرير مصيره واستباق لنتائج حوار لم يبدأ بعد.
فوجهات النظر كانت متوافقة بشأن أهمية وقف دوامة العنف واحترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها كمبادئ أساسية لنجاح المؤتمر.
من جانبه، لم يقص الإبراهيمي دور الأسد في المرحلة الانتقالية نحو سوريا الجديدة، مؤكداً أن السوريين هم الذين سيحددون تلك المرحلة.
إلا أن المبعوث الدولي الذي كان يدلي بتصريحات لمجلة “جون أفريك” الفرنسية، قال إن الأسد لن يمسك بدفة القيادة.
يذكر أن الإبراهيمي أمامه مباحثات شاقة ترمي إلى بسط السجاد الأحمر على طريق جنيف 2 في وقت يشترط فيه الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أن تتمحور أي مفاوضات حول مرحلة انتقالية ديموقراطية في سوريا بمنأى عن الأسد.
واعتبر الائتلاف تصريحات الإبراهيمي بشأن دور مفترض للأسد في المرحلة المقبلة إلى جانب مشاركة إيران في المؤتمر الدولي تجاوزاً واضحاً لموقف الدول الصديقة للشعب السوري.
بين تلك الدول الولايات المتحدة التي يبدو أنها باتت تفكر جدياً بفتح قنوات مع النظام في سوريا.
لكن الثابت أن الإبراهيمي لن يبقى مكتوف الأيدي، بل سيسعى جاهداً إلى العودة من جولته بأكبر قدر من التوافق بشأن المؤتمر المرتقب.