برغم حجج منطقية وجهود بذلها محامٍ أميركي بتكليف من السفارة السعودية في واشنطن، فإن القضاء الأميركي لم يفرج الثلاثاء عن السعودي حسين الخواهر، الذي اعتقلته سلطات مطار ديترويت السبت الماضي لعثورها على طنجرة ضغط في حقيبة سفره، أثارت منه المخاوف، كما ولتغيير إفادته بسرعة حين لم يقتنعوا بإجابته عندما سألوه عنها، إضافة للمثير أكثر للشك، وهو اكتشاف صفحتين، لا واحدة، وجدوهما ناقصتين بجواز سفره حين وصل من السعودية مروراً بأمستردام، لزيارة ابن شقيقته الطالب في جامعة توليدو البعيد 95 كيلومتراً عن ديترويت.
مارك راندون، قاضي المحكمة التي مثل الخواهر أمامها الثلاثاء، أمر بإبقائه نزيلاً لأسبوعين آخرين في سجن “مقاطعة وين” بضواحي ديتروبت، كبرى مدن ولاية ميتشيغن الأميركية، أي إلى حين عقد جلسة استماع ثانية في 28 مايو/أيار الحالي، بحسب ما اطلعت عليه “العربية.نت” مما ورد الأربعاء في وسائل إعلام أميركية عن “حامل الطنجرة” البالغ من العمر 33 سنة.
محاميه جيمس هاوارث، ذكر في المحكمة حيث جلس الخواهر بثياب السجن وحول كاحلي قدميه وضعوا سلاسل وإلى جانبه كان مترجم من العربية، أن موكله متزوج ولديه 3 أبناء، “ووقع ضحية سوء فهم من جانب ضباط الجمارك، والطنجرة حملها للطبخ لا للقيام بعملية تفجير”، محاولاً بما قال إزالة المخاوف من أن يفعل بها ما فعله الشقيقان الشيشانيان، القتيل فيما بعد تامرلان والمعتقل دجوهار تسارناييف، حين استخدما طنجرتي ضغط محشوتين بمادة متفجرة وشظايا مسامير، فانفجرتا في “ماراثون بوسطن” يوم 15 إبريل/ نيسان الماضي، وكانت عملية إرهابية روعت الأميركيين وقتلت 3 وأصابت 264 بجروح.
ذكر المحامي هاوارث أيضاً أن الخواهر لا يعرف شيئاً عما حدث في بوسطن، “فهو لا يقرأ صحيفة “بوسطن غلوب” بالطبع، وحمل الطنجرة من السعودية بطلب من ابن شقيقته” المبتعث ناصر المرزوقي، وهو طالب يدرس الهندسة الميكانية بجامعة توليدو، وأن الخال لم يحصل من التعليم إلا على 12 سنة فقط، ولا يعرف إلا العربية، كلاماً وقراءة “وهو بائس غير محظوظ، وتم ضبطه في وقت كان فيه يحمل طنجرة ضغط ببراءة”، وفقاً لتعبيره عن “قدر الضغط” الذي يستخدمه معظم سكان الخليج، والسعوديين بشكل خاص، لإعداد “سيدة المائدة” كما يصفونها، وهي “الكبسة” الشهيرة.
أين اختفت الصفحتان 33 و34 من الجواز؟
وأبلغ المحامي جلسة المحكمة أن الكثيرين من السعوديين يسافرون وبحوزتهم قدور ضغط، مذكراً سامعيه “أن حمل آنية طهو بالبخار المضغوط في أميركا ليس عملاً ضد القانون”، ومضيفاً عن الخواهر بأنه “ليس إرهابياً.. هذا جنون”، وفق حيثيات دفاعه عن “حامل الطنجرة” الذي قد يواجه عقوبة تصل إلى السجن 5 سنوات إذا تمت إدانته بتهمة “الإدلاء بمعلومات كاذبة لضباط أميركيين”ـ طبقاً لما طلب الادعاء العام في الجلسة.
وأكد هاوارث من جانبه أن موكله لم يقل أبداً إنه جاء بالطنجرة معه لأن قدور الضغط لا تباع في الولايات المتحدة، بل حدث سوء تفاهم، وقال: “إذا ذكر ذلك فعلا ًفعلينا اعتباره مجنوناً”. أما عن الصفحتين 33 و34 الناقصتين من جواز سفره فأوحى المحامي بشكوك، بقوله: “لا ندري.. هل سقطتا من الجواز؟”، لأن الخواهر أبلغ سلطات مطار ديترويت حين وصل إليه بأنه لا يعرف سبب خلو جواز سفره منهما، واعتاد حفظ الجواز في مكان بالبيت لا يعرفه إلا هو وزوجته وأولاده الثلاثة فقط، طبقاً لما ذكرته “العربية.نت” في تقريرها عنه أمس.
وهذه ثاني طنجرة ضغط تأتي بالمشاكل في الولايات المتحدة على سعودي، فقبل أسبوع داهم مكتب التحقيقات الفيدرالية (إف. بي. آي) شقة المبتعث السعودي طلال الروقي، الطالب في ولاية ميتشيغن أيضاً، وفتشوا منزله واستجوبوه، لأن جارته أبلغت بأنها رأته خارجاً من البيت وفي يده قدر ضغط كبير رصاصي اللون “يشبه ذاك الذي استخدم في تفجيري بوسطن”، ثم اتضح أن الروقي بريء، فقد كان مدعواً لتناول “الكبسة”، فحمل مقداراً طبخه بنفسه منها في القدر ليحافظ على درجة حرارته، وبعد يومين من إبلاغ الجارة داهموه.