كشفت المؤشرات النهائية لانتخابات التجديد النصفي بنقابة الأطباء المصرية، عن فوز قائمة تيار الاستقلال، المحسوبة على التيار المدني، بعدد 11 معقداً من مقاعد النقابة العامة، التي جرى عليها الانتخاب، أمس الجمعة، فيما فازت قائمة أطباء من أجل مصر “الإخوانية” بمقعد وحيد.
وللمرة الأولى منذ 28 عاماً، تفقد جماعة الإخوان المسلمين الهيمنة على نقابة الأطباء ومقرها الشهير “دار الحكمة” في شارع قصر العيني بوسط القاهرة، بعد أن آلت الأغلبية بمجلس النقابة العامة إلى “تيار الاستقلال”، الذي صار بهذه النتيجة يستحوذ على 15 معقداً، من إجمالي 24 معقداً بخلاف مقعد النقيب الدكتور خيري عبدالدايم.
“الاستقلال” فازت بأغلبية المحافظات
وبحسب “بوابة الأهرام”، فقد تأكد فوز قائمة تيار الاستقلال بجميع مقاعد مجالس نقابات القاهرة والإسكندرية والمنيا وأسيوط والإسماعيلية وبني سويف ومرسى مطروح وأسوان والسويس وقنا، ونسبة 75% من مقاعد نقابتي البحيرة والجيزة، فيما فازت قائمة أطباء من أجل مصر بجميع مقاعد نقابات الدقهلية والقليوبية والفيوم، و75% من المقاعد بمحافظات الوادي الجديد والغربية وكفر الشيخ.
وتقاسم الإخوان مع تيار الاستقلال مقاعد نقابات المنوفية وشمال سيناء والأقصر، والبحر الأحمر وسوهاج والشرقية.
غياب التعاطف وراء خسارة الإخوان
إلى ذلك، قال ممدوح الشيخ، الباحث بشؤون الإسلام السياسي لـ”العربية.نت” إن جماعة الإخوان لديها مشكلة قديمة جديدة هي الاستغلال السياسي للعمل النقابي، فهم لم يستطيعوا في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك ممارسة السياسة في الشارع، فلجأوا إلى تسييس النقابات المهنية.
وأضاف أن الإخوان فقدوا تعاطفاً واسعاً معهم، كونهم يحملون شعارات دينية، ولم يعد المتدينون من خارج الجماعة يصوتون لصالحهم.
ورأى أن انتخابات التجديد النصفي للأطباء تزامنت مع نظام سياسي ملتهب إلى أقصى الدرجات، فكان طبيعياً أن تأتي النتائج في غير صالحهم.
واعتبر الناشط الحقوقي حازم منير، عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، أن ما حدث هو أول هزيمة انتخابية لجماعة الإخوان منذ سيطرتها على نقابة الأطباء وغالبية النقابات المهنية في الثمانينات، مشيراً إلى أنها نتائج تعكس اتجاهاً صاعداً للتيارات الديمقراطية الوطنية.
ونصح جماعة الإخوان بالوقوف مع النفس لمراجعة خططهم، وتنبأ بتراجع وجودهم بالنقابات والشارع السياسي لعشرات السنين القادمة.
وأكد الدكتور صلاح سالم، نقيب الأطباء بمحافظة شمال سيناء، أن الأطباء عندما ملكوا إرادتهم بعد زوال الهيمنة الإخوانية، نجحوا في إثبات وجودهم داخل نقابتهم.