(CNN)– شنت جماعة “الإخوان المسلمين” هجوماً جديداً على وزير الدفاع المصري، الفريق أول عبدالفتاح السيسي، على خلفية قيام الجيش بـ”عزل” الرئيس السابق، محمد مرسي، متهمةً إياه بقيادة ما أسمته بـ”الانقلاب العسكري على النظام الشرعي”، بهدف “اغتصاب السلطة.”

وذكرت الجماعة، التي صدر حكم قضائي مؤخراً بحظر أنشطتها والتحفظ على ممتلكاتها، في بيان الخميس، أن السيسي، الذي وصفته بـ”الوزير المنقلب”، وعدد من قيادة الجيش بـ”انقلاب عسكري” في 3 يوليو/ تموز الماضي، تحت ذريعة “الاستجابة للإرادة الشعبية.”

كما اتهمت الجماعة، التي اعتلت مقاليد السلطة في مصر لمدة عام، وزير الدفاع بـ”اختطاف الرئيس المدني الشرعي المنتخب”، كما “عيّن رئيساً مؤقتاً للجمهورية، وخوّله سلطة التنفيذ والتشريع ظاهرياً، وأعلن عن خارطة للمستقبل، بإرادته المنفردة، وتم إصدار إعلان دستوري بديلاً للدستور الذي منحه الشعب لنفسه.”

gal.sisi.mohammed.ibrahim.jpg_-1_-1وأضافت في بيانها: “والحقيقة أنه فعل ذلك لأسباب أخرى.. بدليل أن الجماهير التي تظاهرت في 30 يونيو (حزيران الماضي)، لم تكن تطالب بأكثر من إجراء انتخابات رئاسية مبكرة.. كما أن التسريبات التي تم نشرها، والمنسوبة لقائد الانقلاب، تثبت بما لا يدع مجالاً للشك، أنه يتطلع إلى منصب رئاسة الجمهورية.”

وتابع البيان أن السيسي “قام بالانقلاب من أجل اغتصاب السلطة”، وأن “ما قام به من إرهاب وقتل، كان المقصود منه إخضاع الشعب، حتى لا يعارض طموحه في السيطرة على الحكم، كذلك قيامه باعتقال كثير من القيادات.”

وأورد البيان عدداً من الأسباب الأخرى، قال إن وزير الدفاع “ربما استخدمها لإقناع زملائه من القادة العسكريين بمشاركته في الانقلاب”، ومنها “السيطرة على السلطة والمكانة الاجتماعية للضباط”، و”الحفاظ على المزايا والمكاسب الاقتصادية” للجيش، فضلاً عن “الإبقاء على سرية موازنة الجيش.”

ومن ضمن الأسباب، التي ذكرتها جماعة الإخوان، “الخوف من المغامرات الحربية”، مشيرةً إلى أن “قادة الانقلاب” يشيعون أن الرئيس محمد مرسي “يعتنق مبادئ وافكار أممية”، وأن مشروعه “كان استعادة الإمبراطورية الإسلامية”، الأمر الذي قد يدخل البلاد في “مغامرات عسكرية.”

كما أشار البيان إلى أن هناك سبب آخر، يتعلق بـ”توافق الأيديولوجيات والمصالح مع الغرب”، الذي كان “يستعجل الخلاص من الرئيس مرسي، لكونه كان ينهج نهجاً تحررياً استقلالياً، ويتعامل مع الجميع بندية وكرامة وطنية، وأراد أن يوسع علاقات مصر الدولية مع كل دول العالم، ويأبى التبعية للغرب.”

أما آخر تلك الأسباب، بحسب البيان، فيتعلق بـ”التجاوب مع الدول العربية الخائفة من الديمقراطية والنموذج الإسلامي الصحيح”، لافتاً إلى أن “ثورة 25 يناير (كانون الثاني) 2011، بقدر ما أثارت الانبهار لدى معظم شعوب العالم وحكوماته، إلا أنها كانت مثار استنكار من الدول العربية الخليجية، نتيجة للإطاحة بنظام حكم فاسد، ورئيس مستبد طاغية كان يمثل ركنا مهما فيما يسمى بجبهة الاعتدال التي تسير في فلك السياسة الأمريكية.”

وذكر البيان أن “هذه الحكومات – للأسف الشديد – ظنت أن الثورة يمكن أن تنتقل بالعدوى أو الإيحاء، فاتخذت الموقف الخطأ، وناصبت الثورة والنظام الجديد العداء، فبدأت مخابرات عدة دول عربية وغير عربية في التخطيط لإسقاط النظام في مصر، ودفعت في سبيل ذلك مليارات الدولارات.”

شارك الخبر:

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *