أكد د.إبراهيم نجم مستشار مفتي مصر أن دار الإفتاء استشعرت مبكراً خطر الفتاوى التكفيرية، خاصة فتاوى تنظيم “داعش” المتطرف على المجتمع المصري، ولذلك بادرت بإنشاء مرصد للفتاوى التكفيرية يعمل وفق منهجية علمية منضبطة بضوابط العلم والعمل الصحيح المنبثق عن الفكر الوسطي للدين الإسلامي الحنيف.
وقال في تصريحات للصحافيين اليوم الثلاثاء إن المرصد يقوم برصد كافة الفتاوى التكفيرية، ويعمل على تحليلها وفق منهج يراعي السياقات “الزمانية” و”المكانية” للفتاوى، ويقدم ردوداً علمية شاملة وموثقة، ومعالجات موضوعية.
وأوضح أن المرصد رصد في الآونة الأخيرة عدداً من الفتاوى والمقولات التكفيرية التي انتشرت في مصر وسط ترحيب ضمني من عدد من التيارات الفكرية المتشددة، التي لا تدرك خطورة انتشار هذا الفكر الهدام الهادف إلى هدم الدول والمجتمعات وإشاعة أجواء التطرف والإرهاب.
وأشار نجم إلى أن الرصد المتأني والمستمر لمواقف وتصريحات عدد من الشخصيات التكفيرية في مصر إزاء فكر داعش التكفيري، يكشف عن وجود توجه بين تلك الشخصيات – سواء بشكل صريح أو ضمني – لنقل هذا الفكر إلى مصر والعمل على خلق البيئة الحاضنة له عبر استخدام عدد من الآليات والأدوات.
ودعا مستشار مفتي الجمهورية، المجتمع المصري ومؤسسات الدولة المختلفة والتيارات الفكرية والسياسية إلى التكاتف لمواجهة هذا الخطر الذي يهدد كيان الدول واستقرارها، ويشوه صورة الإسلام في الداخل والخارج، ويرسخ الصورة الذهنية المشوهة عن الإسلام باعتباره دين العنف والتطرف والإرهاب.
كما ناشد كافة وسائل الإعلام تبني نهج الإنارة لا الإثارة في تناول القضايا الدينية، واعتماد مرجعية الأزهر الشريف باعتباره الجهة المسؤولة عن كل ما يتعلق بالدين الإسلامي وعدم الالتفات إلى الأقوال الشاذة والمتطرفة من أجل توصيل رسالة الأزهر المعتدلة إلى المجتمع المصري والعالم الإسلامي.