يعتزم مجلس الاتحاد الأوروبي الشهر المقبل الخوض في ملف الشبان الأوروبيين المسلمين الذين توجهوا إلى القتال في صفوف المعارضة المسلحة في سوريا، في محاولة لوضع التدابير اللازمة لإدارة ما يرى المسؤولون أنها مخاطر قد تترتب عن عودتهم من ساحات القتال في سوريا، أبرزها إمكانية تشكيلهم لخلايا نائمة على استعداد لمتابعة القتال بأشكال أخرى داخل أوروبا.
ودفع التقرير الذي أعده منسق السياسات الخاصة بمكافحة الإرهاب لدى الاتحاد الأوروبي جيل دو كيرشوف نهاية الشهر المنصرم، والذي وضعه بين أيدي الدول الأعضاء إلى عقد هذا الاجتماع.
وكشفت صحيفة “لوموند” الفرنسية التي اطلعت على التقرير ذو الطابع السري على أنه يحمل مقاربة مستعجلة وشاملة للظاهرة، فيما يؤكد على طبيعتها العابرة للدول مما يستوجب تكثيف التعاون بين أعضاء الاتحاد الأوروبي كافة، وحتى مع أطراف أخرى خارجه من ضمنها تركيا والمغرب وتونس وليبيا، بالإضافة إلى روسيا ودول البلقان في ظل التقارير التي تشير إلى تواجد مقاتلين من شرق أوروبا ضمن الجماعات المقاتلة في سوريا.
وسيلة لمعاقبة الغرب
ويعزو تقرير دو كيرشوف الأسباب التي تدفع بهؤلاء الشبان الأوروبيين للتوجه إلى سوريا بغية القتال ضد النظام السوري ومن يدعمه إلى الرغبة في مساندة إخوانهم في سوريا ضد عمليات القتل الممنهجة التي يتعرضون لها، واعتقاد البعض منهم بأنها وسيلة لمعاقبة الغرب فضلا عن سعي بعضهم وراء المغامرة أو تبنيهم لعقيدة الجهاد.
وكشف دو كيرشوف أيضا عن أسماء التنظيمات التي تحوم الشكوك حول ضلوعها في تجنيد وإرسال الشبان الأوروبيين المسلمين إلى سوريا، وأبرزها: جماعة “الشريعة من أجل بلجيكا” المصنفة من قبل اليوروبول تحت خانة التطرف والملاحقة من قبل العدالة البلجيكية، وجماعتي “ملة إبراهيم” و”فرسان العزة”.
وبينما لم يحدد التقرير العدد الفعلي للمقاتلين الأوروبيين سواء في صفوف الجيش الحر أو الجماعات السلفية التي تقاتل النظام السوري، قدرت أجهزة الاستخبارات الأوروبية عددهم ببضع مئات أغلبهم من بلجيكا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا.
تخصيص خبراء ومرشدين لتوعيتهم
من ناحية أخرى، يقترح التقرير على الحكومات الأوروبية عددا من الطرق الكفيلة بثني الشبان المسلمين في أوروبا عن التوجه إلى القتال في سوريا، منها تخصيص خبراء ومرشدين لتوعيتهم، وإشراك هؤلاء الشباب في مشاريع إنسانية وحملات إغاثية لصالح الشعب السوري، فضلا عن استغلال وسائل الإعلام الاجتماعي في تصوير قساوة العيش في مخيمات التدريب على القتال والمخاطر المترتبة عن خوض المعارك القتالية، بالإضافة إلى الاعتماد على شهادات مجاهدين سابقين خاضوا تجارب مشابهة.
ويرى التقرير أن أهم وسيلة للحد من هذه الظاهرة تكمن في تبني الدول الأوروبية لرؤية واضحة بخصوص ما يجري في سوريا، وتقديم الدعم للشعب السوري وخاصة المعارضة المسلحة.