صاروخ التوماهوك أو المعروف باسم (BGM 109)، وبالإنجليزية باسم (TLMA) اختصاراً لعبارة (نظام “التوماهوك” للهجوم الأرضي)، بحسب ما نشر موقع “سراج برس” السوري، هو صاروخ جوّال استراتيجي للمواجهات التكتيكية، ذو مدى بعيد لإصابة الأهداف البرية، يعمل بفاعلية في كافة الأحوال الجوية، ويمكن إطلاقه إما من الغواصات البحرية تحت الماء أو من على ظهر السفن العسكرية.
ويصنف من بين الأسلحة “القابلة للنجاة” أو (survivable)، لأنه من الصعب اكتشافه بواسطة الرادارات، بسبب التصميم المرتفع في المقطع العرضي لقذيفته الصغيرة، ولا حتى كشفه بواسطة الأشعة تحت الحمراء، لأن محرك الصاروخ “التوربو” يبعث حرارة قليلة تُعيق رصده بالأشعة.
التصنيع والتطوير
وبدأ تصميم التوماهوك عام 1972 في الولايات المتحدة الأميركية بنسخة أولية، عرفت بـ(SLCM) اختصاراً لاسم (الصاروخ الجوّال المنطلق من غواصة)، وفي عام 1974، تم اختيار شركة الدفاع الأميركية (جنرال داييمكس) مصنعاً رسمياً للتصميم الأفضل من التوماهوك، ليتم بعدها بست سنوات إطلاق أول صاروخ منه مصنوع على خط الإنتاج من سفينة حربية، وفي عام 1983 دخلت هذه التقنية الهجومية في خدمة البحرية الأميركية رسميّاً.
ثم انتقلت ميزة تصنيع التوماهوك حديثاً لشركة (ريثيون) الأميركية المتخصصة بأنظمة الدفاع كذلك، بعد منافستها للحصول على عقد تطوير الصاروخ، وتتراوح كلفة تصنيع التوماهوك الواحد اليوم بين 600 ألف ومليوني دولارٍ أميركي.
وصنعت النسخ الأولية من التوماهوك في أربع فئات مختلفة، اثنتان منها مزودة برأسٍ حربي نووي، بحيث تنطلق صواريخ الفئة الأولى من على السطح، والثانية تطلق من غواصة بحرية، وفئتان أخريان مزودتان برأسٍ حربيٍّ تقليديٍّ لكن مضاد للسفن، وعلى منوال سابقتيهما.. تنطلق صواريخ الفئة الثالثة من السطح، والرابعة من غواصةٍ.
المواصفات والتصميم
ويوجد في صاروخ التوماهوك التقليدي رأس حربي واحد إما انشطاري أو انفجاري بوزن 450 كغ، تحركه المروحة التوربينية المسماة (ويليامز)، وهي على عدة أنواع: (إف 107، أو إف 415، أو إنترناشيونال)، ويمكنه أن يصيب الهدف الموجه إليه في مدى يتراوح بين 1.600 – 2.500 كم، يجتازه بسرعة 885 كم/سا، منطلقاً من على منصة ذات أنظمة إطلاق عمودية أو أفقية مخصصة للغواصات، بمساعدة معزز صاروخيٍ يعمل على الوقود الصلب للمساعدة أثناء الإطلاق، ويوجه (التوماهوك) وفق أنظمة التموضع العالمي، حيث إن للصاروخ أنظمة ذاتية دقيقة، يتم من خلالها إدخال معلومات الهدف قبل إطلاق الصاروخ.
وتشتمل أنظمته الذاتية هذه على ثلاثة، هي نظام تحديد المواقع العالميّ (GPS)، نظام ترقية المشهد رقمياً لمطابقة منطقة الهدف (DSMAC)، ونظام توقيت الوصول (TOA).
ويذكر أن صاروخ التوماهوك الواحد يكون بوزن 1.315 كغ، وبقطر 0.52 متر، فيما يصل طوله إلى 5.56 متر، ويكمله المعزز إلى طول 6.25 متر.
جولات سابقة
خبِرت الولايات المتحدة الأميركية تاريخاً حافلاً في استخدامها التوماهوك منذ تفعيله في الخدمة كمنظومة هجومية قبل ثلاثين عاماً، إذ استخدمته للمرة الأولى في حرب الخليج أواخر عام 1990، حين نجحت بإطلاق 288 صاروخاً من أصل 307 محاولاتٍ.
وأعادت استخدام الصاروخ في مناسبات الربيع العربي الذي انتهى بخريف تدخل غربيٍ، مثلما فعلت القوات الأميركية بمساعدة البريطانية في (ليبيا) في مارس 2011، فيما يُعرف بعملية “فجر أوديسا” عندما أطلقت 110 صواريخ (توماهوك) على أهداف أرضية عسكرية، كانت بعيدة المدى لكن محددة بدقة، وذلك حسب تقرير سابق نشرته وكالة الصحافة الفرنسية حينها.
الأهداف السورية
وجاء صاروخ التوماهوك في المرتبة الأولى للوعيد الأميركي والتخوف السوري كذلك، إذ أشار الرئيس الأميركي أوباما في خطابه الأخير السابق للضربة، إلى أن هناك أربع سفن حربية لبلاده ستتحرك شرق البحر المتوسط حال إعطائها الإشارة، وهي قادرة على إمطار الأهداف السورية بصواريخ كروز وتوماهوك في غضون دقائق، كما أضافت وزارة دفاع بلاده أن 140 صاروخاً من طراز التوماهوك ستجند للمرحلة الأولى من ضربتهم.
وفعلاً تم استخدام التوماهوك في الضربة الأميركية – الغربية الأولى، والتي استهدفت ما أُعلن أنها مقرات لتنظيم “داعش” في محافظة الرقة ومحيط دير الزور والحسكة والبوكمال، حيث تم إطلاق عشرات الصواريخ من قبل المدمرة الأميركية (USS Arleigh Burke) الموجودة في البحر الأحمر.
وذلك وفق ما سجلته فيديوهات بثها ناشطون سوريون، وأكده كذلك الناطق باسم (البنتاغون) الأميركي الأدميرال (جون كيربي) في بيان له الثلاثاء.