تطرقت صحيفة “الجارديان” البريطانية فى افتتاحيتها إلى الأوضاع فى سوريا، وقالت إنها تزداد سوءا فى البلاد، ومع عدم وجود حل سهل فى الأفق، فإن وصول عدد القتلى إلى 70 ألفاً قد يبدو معدلاً خفيفاً خلال العام القادم.
وترى الصحيفة، أنه بعد عامين على ثورة الربيع العربى التى شهت نزول مئات الآلاف من السوريين السلميين إلى شوارع المدن الرئيسية، حصل بشار الأسد على الصراع الذى يريده، وعلى الرغم من أن نظامه لم يكن له إجابة على المظاهرات الضخمة، إلا أنه تم تكييفه جيدا لخوض حرب أهلية عنيفة، فقواته المسلحة سليمة ولديه قوة احتياطية كبيرة،مثلما أظهرت ضربات صواريخ سكود الأخيرة.
ويقال إن الجيش السورى الحر الذى أصيب قائدة رياض الأسعد بشكل خطير فى انفجار استهدف سيارته يوم الاثنين، يستعد لهجون نهائى على دمشق ويحاول أو يقطع طرق الخروج إلى الساحل، كما يقول القادة العسكريون إنه الأمر سينتهى فى غضون شهر لو لديهم الأسلحة المطلوبة، إلا أن المحللين المطلعين يختلفون مع ذلك ويرون أنه لو خسر الأسد العاصمة، فإن سيحول سلاحه الثقيل إلى الجبال أعلى دمشق التى تعد حصنا منياع وسيمطر المدينة من فوق بالأسلحة، كما أن حمص وحماه تعودان إلى يد النظام فى الوقت الحالى ويتصرف الأسد وكأنه رجل تنفذ منه الخيارات.
ومع صمود روسيا وإيران فى دعمهما للأسد، فإن سياسية أنصار المعارضة أقل التزام. فرغم إعلان باريس ولندن عن خططهما لتسليح المعارضة السورية، إلا أن الرأى العام الأمريكى والبريطانى متشكك بشكل عميق. كما أن الولايات المتحدة تزعم أنها تقديم مساعدات غير قاتلة لمن معهد استكهولم لأبحاث السلام وثق شحن 3500 طن على الأقل من المعدات العسكرية الكثير منها كراوتى وتم شحنه من البلقان.
وخلصت الافتتاحية إلى القول: رغم أن المعارضة ترفض إجراء أى محادثات مع الأسد إلا أن البعض يرى أنه فى ظل استمرار إراقة الدماء، فإن أقل الخيارات سوءا هو إجراء محادثات سلام مع الأسد، والحقيقة الآن أنه لا يوجد أى خيارات جيدة ى سوريا.