(CNN)– تواصل الغموض حول مصير عشرات الأجانب الذين تحتجزهم مجموعة مسلحة داخل إحدى المنشآت النفطية في جنوب شرق الجزائر، منذ الأربعاء الماضي، في أعقاب العملية العسكرية التي قام بها الجيش الوطني، والتي تقول السلطات الجزائرية إنها أسفرت عن تحرير المئات من الرهائن، كما خلفت عشرات القتلى والجرحى.
وبينما نقلت وكالة الأنباء الرسمية “واج” عن مصدر أمني أن القوات الخاصة التابعة للجيش الوطني الشعبي قامت بـ”تحرير أكثر من 600 رهينة، من بينهم 100 أجنبي، والقضاء على 18 إرهابياً”، عادت الوكالة نفسها لتشير إلى أنه “تم تحرير 573 جزائرياً، وأكثر من نصف عدد الرهائن الأجانب الـ132″، كما أفادت بمقتل 12 على الأقل من بين الرهائن الأجانب كـ”حصيلة مؤقتة.”
وتتناقض الأعداد المعلنة للرهائن الأجانب، والتي لم تتمكن CNN من التحقق منها بشكل رسمي، مع العدد الذي أعلنت عنه جماعة “كتيبة الملثمين”، التي أعلنت مسؤوليتها عن الهجوم، حيث ذكرت، في وقت سابق، أنها تحتجز نحو 41 أجنبياً في المنشأة الغازية “إن أميناس”، بولاية “إيليزي”، جنوب شرقي الجزائر، على بعد حوالي 100 كيلومتر من الحدود الليبية.
وبعدما أثارت العملية العسكرية لتحرير الرهائن قلقاً واسعاً لدى الغرب، ذكر مسؤول جزائري أن قوات الجيش الشعبي “لازالت تحاول التوصل إلى تسوية سلمية، قبل القضاء على المجموعة الإرهابية.. وتحرير مجموعة من الرهائن لازالت محتجزة”، وأوضح أنه لم يتم بعد تحديد الحصيلة النهائية، حيث اختبأ بعض العمال الأجانب في نقاط مختلفة بالموقع الغازي.
وفي واشنطن، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية عن مقتل أحد الرعايا الأمريكيين، يُدعى فريدريك بوتاشيو، وقالت إن ظروف مقتله غير معروفة بعد، في الوقت الذي أكد فيه مسؤول أمريكي رفيع أن ستة أمريكيين، كانوا ضمن الرهائن المحتجزين في المنشأة النفطية بالجزائر، نجحوا في الإفلات من خاطفيهم، بعد أن تم تحريرهم أو ربما تمكنوا من الهرب.
وفيما لم يكشف المصدر عن حالة الأمريكيين الستة أو مكان تواجدهم، فقد أشارت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، فيكتوريا نولاند، إلى أن هناك عدد آخر من الأمريكيين مازالوا محتجزين بين الرهائن، ولم يمكن تحديد عددهم نظراً لأن بعض الأمريكيين لم يمكن حصرهم.
ولا يزال العدد الكلي للرهائن، سواء من الجزائريين أو الأجانب، غير واضحاً، كما لم تتضح الجنسيات التي ينتمي إليها الرهائن، وأشار أحد المسؤولين الأمريكيين إلى أن حكومة الولايات المتحدة لن تلجأ لأخذ معلوماتها من مصادر جزائرية، منتقداً تناقض المعلومات الواردة من هناك، عبر القول: “تصل معلومة من جهة واحدة، ثم بعد قليل تصلك معلومة مختلفة كلياً.”
وذكر عدد من الرهائن، الذين تمكنوا من الفرار، أن المجموعة المسلحة سمحت لهم في بعض مواقع المنشأة الغازية بالتجول، حيث نجح بعضهم في الهروب من خلال التنكر.. وأشار ستيفين مكفاول، أحد الناجين، إلى أن عنقه كان محاطاً بمجموعة من المتفجرات، كما كان يتم نقل الرهائن من مكان إلى آخر داخل المنشأة ذاتها.