الجعفري ينفي أن تكون دمشق اعتذرت لتركيا

هلا خوي خواتي الف الحمدلله والشكر مطيعات ونوم بالعين ياهم .
مشكور على سؤالك

اتاكى الرد من سورى مثلك يا سيدتى
رسالة من مواطنٍ سوري إلى محمّد كريشان ردّاً على مقالته أسئلة إلى الرّئيس الأسد التي نشرتها القدس العربي بتاريخ 02.10.2012:

أنا لست بمعرض الحديث باسم الرّئيس الأسد ولكنّي سأجيب عن بعض الأسئلة بسيطة الفهم وسأطرح تساؤلات قد تساعد في الوقوف على الحقيقة:

أولاً : إنّ ال 30 ألفاً الّذين تتحدّثون عنهم نصفهم من الجيش والأمن وربعهم من المؤيّدين للدّولة السّورية والبقيّة موزَعون بين إرهابيّين ومرتزقة عرب وأجانب وسورييّن وغيرها، وبالتّالي لم تطلب من الرّئيس الأسد أن يرحل وأكثر من نصف الشّعب يقف معه ( وكان ذلك جليّا في المسيرات الملونيّة التي خرجت داعمةً له والتي لم تبثّوها على محطًّة الرّأي والرّأي الآخر) إضافة إلى استطلاعات الرأي، ولكن السّؤال لكم: لم لا ترحلون أنتم و ومرتزقتكم وتضليلكم الإعلاميّ وتتركوا الشعب السوري يخط مستقبله لوحده؟!

ثانياً: ليس محمّد كريشان ولا غيره من يملون على الرّئيس الأسد ما يصنع فالرّئيس يستمدّ شرعيّته من شعبه _وهذا ما لم تألفوه في إماراتكم_ وبالنّسبة لدرعا فالرئيس الأسد أرسل موفده الخاصّ الدّكتور المقداد إلى درعا للعزاء بالشّهداء و استقبل وفداً من 50 شخصيّة درعاويَة واستجاب لمطالبهم بسحب الجيش من درعا ولكنهم نقضوا الصّلح بعد يوم أو بعض يوم. على كل حال تسجيلات الإنترنت تظهر بوضوح أنّه من الأسبوع الأول كان هناك سلاح يتدفّق إلى درعا وبالتّحديد إلى الجامع العمريّ وهذا ما أفصح عنه الدّكتور هيثم منّاع على جزيرتكم ثم لاحقاً الشيخ الصياصنة بعد خروجه الى العربيّة السّعودية ما يعني أنه لم تكن هناك نيّة للحلّ من قبل بعض الجهات وهي ليست الدّولة السّورية قطعاً.

ثالثاً: في كل يوم كان الغرب يتكالب علينا وإن لم تسعفك ذاكرتك يا سيد محمّد فنذكرك بغزو العراق عام 2003 ووقوف سوريا لوحدها ضد الغزو وتهديدات أمريكا وحلفاؤها المستمرّة باجتياح سوريا بعد العراق، ثمّ جاء اغتيال الحريري 2005 واتّهام سوريا به وكل الضّغوط التي مورست علينا ومحاولات إرضاخنا، ثمّ تلته حرب تمّوز الّتي كنّا نحارب فيها جنبا إلى جنب مع المقاومة اللّبنانية والّتي لم تكن لتصمد لولا وقوفنا معها وقت تكالبتم أنتم وحكامكم على المقاومة وسمحتم بنقل القنابل الذّكية من قاعدة العديد إلى الكيان الغاصب لضرب لبنان ورغم أن الحرب كانت بدأت إلاّ انّكم ما برحتم تكيلون الاتّهامات بأن الحزب متهور! عجيب أمركم تريدوننا أن نحرّر أرضنا ولكن دون ” تهوّر” يعني بالمصافحة كما فعلتم وتفعلون؟! ثمّ جاءت حرب غزّة والكلّ يعرف أن سوريا هي فقط من وقف ويقف مع حركات المقاومة من حماس والجهاد ولولا سوريا لما صمدوا في وقت كان المعتدلون يغلقون الحدود والأنفاق في وجه الهاربين من جحيم الحرب.

رابعاً: كانت الدّولة السّورية اعتبرت من البداية أن للجميع الحقّ بالمطالبة السّلمية والسّلمية فقط يا سيد محمّد وليس عبر تخريب الممتلكات والبنية التّحتية الّتي هي ملك للشّعب السّوري، وكانت الدّولة السّورية وعدت منذ اليوم الأوّل بالقيام بإصلاحات، ولكن من تحركهم أيادي الشّيطان أرادوا أن يروا الإصلاحات من ساعتهم شأنهم شأن قوم موسى الّذين أرادوا أن يروا الله جهارة، مع العلم أن الجميع يعرف أن الإصلاحات تأخذ وقتها لتبصر النّور .

بالحديث عن سلميّة الثّورة : راجع إتصالاتكم مع شهود العيان الّذين كانوا عندما تسألونهم عن سبب سقوط شهداء في درعا كانوا يقولون : الفرقة الرّابعة و الفرقة الخامسة يشتبكان في درعا، حتى أن أحد شهود العيان على شاشتكم سمع العقيد ماهر عبر المنظار يأمر بالقصف! أنتم المسؤولون يا سيد محمّد عن فقدان الثّورة لسلميّتها لكثرة الكذب الذي مارستموه وخاصّة فيما يتعلّق بالفرقة الرّابعة الّتي كانت في وقت ما تحاصر كل المناطق السّورية المضطّربة وكأنها من فصيلة الأخطبوطيات، وليس آخرها هدر دم مراسلكم من حلب أحمد زيدان الذي تسبّب عبر كذبه بمقتل العشرات من العناصر الإرهابية عندما قال أن حيّ صلاح الدّين مازال تحت سيطرتهم في وقت كان الجيش العربيّ السّوري يسيطر على المكان!

ثمّ بالحديث عن الإصلاحات: يعني غريب أن تتكلموا عن الإصلاحات وأن توجّهوا الأسئلة إلى دولة برلمانّية منذ عقود وأنتم تمارسون نشاطكم الإعلامي من إمارة لا يعرف شعبها كيف يختار الناس نوابهم !

خامساً: في كل يوم نحن في مواجهةٍ مع العدوّ الإسرائيلي ففي اجتياح لبنان 1982 حاربنا وحدنا ضد الكيان الصّهيوني ومن منا لا يتذكر المعارك المشرقة التي خاضها الجيش العربي السوري؟ واسقاطنا لاتفاق 17 أيّار؟ وفي كل عمليّات المقاومة اللّبنانية كنّا حاضرين من ناحية التّسليح أو الإمداد اللّوجستي أو حتّى التّغطية السّياسية، وفي العام 2000 كان لنا دور كبير في دحر العدو وهذا ما لم ينكره أحد من الإخوة اللّبنانيين، وفي غزو العراق 2003 كنّا استقبلنا 3 ملايين لاجئ عراقي ( أم أن هذا لا يذكرلنا؟)، وفي 2006 حاربنا في جنوب لبنان وكانت صواريخنا هي من يقصف عمق العدوّ الصّهيوني، وفي اجتياح غزة كنا في الصّف الأول مع حركات المقاومة الّتي احتضنتها دمشق عندما رفض العربان ومنهم دويلة قطر استقبالهم بحجّة انّهم لا يستطيعون حمايتهم !!

بالمناسبة الآن قطر تستعد لاستقبال خالد مشعل فما الذي تغيّر ؟ الّذي تغيّر أن علاقتاكم باسرائيل أصبحت أقوى من ذي قبل وأنّ بإمكانكم الحصول على ضوء أخضر منها الآن لاستقبال قيادات حماس تمهيداً لتصفية القضيّة الفلسطينيّة وهو ما يلوح في الأفق.

سادساً : الجيش العربيّ السّوري جيش الوطن ومن مهامه في الدّستور _ الدستور كلمة لم تسمعوا بها في دويلتكم حيث تعملون_ هي حماية الوطن من كل تهديد داخليّ وخارجيّ , الجيش العربيّ السّوري لم يدخل منطقة من سوريا إلا بعد أن احتلها إرهابيّوكم المسمّون ظلماً ” بالجيش الحرّ” وأعلنوها منطقة محررةً والذّاكرة يا سيّد محمّد مازالت تسعفنا لنذكرك بحجم التّهليل والمباركة الّذي حظي به “بطل البلاي بوي ” عبد الرّزاق طلاس عقب إعلانه السّيطرة على حي بابا عمرو وكثير من إحياء حمص وإعلانها مناطق “محرّرة” ما اضطرّ الجيش للتّدخل لفرض السيّادة بعدما أمهل النّاس مدةً لإخلاء المنطقة . الجيش العربيّ السّوري لم يدخل حيّا من أحياء سوريا إلا من تحصّن به الإرهابيّون واتخذوا من النّاس دروعاً بشريّة وهو ما نسمعه على شاشاتكم تحت اسم ” حماية المدنييّن” . والجيش العربيّ السّوري لم يدخل حيّا إلا بعد أن وزّع منشورات بضرورة إخلاء الحيّ.

لكن: لم لم تسأل نفسك يوما يا سيّد محمد ما الفرق بين حماية المدنييّن والإحتماء بهم ؟ ! سيمّا وأن أحراركم يدخلون المنطقة وبعد دخول الجيش إليها يسنحبون منها ” تكتيكيا ” أو “حرصا على حياة المدنييّن” كما تروجون على شاشاتكم !!

سابعاً: لم تكن لسوريا يوما علاقات قويّة مع السّعودية أما قطر فنعم كانت تحاول دوما أن تلعب دوراُ أكبر من حجمها ولكن قطر ليست المشكلة فهي فقاعة و لن تلبث أن تتلاشى. بالنّسبة لتركيا فالعلاقة لم تكن شخصيّة مع السّيد أردوغان إنما علاقات طيّبة مع الشّعب التّركيّ الجار وهي علاقات مصالح متبادلة وما زالت نظرتنا للشّعب التّركيّ هي نفسها سيما وانّه من اكثر الشّعوب التي فهمت ما يحاك ولم تنجرّ خلف التّضليل الإعلاميّ الذي مورس.

بالعودة لأمير قطر: سيد محمّد انت تحاول إقناعي مثلا بأنّ أمير قطر يدعم الحرّيات ؟؟ أيعرف أمير قطر معنى الدّيموقراطية وكيف تمارس؟ فاقد الشّيء لا يعطيه يا سيد محمّد. ثم لم تقل لي لم لم تدعموا ثورة الشّعب البحرينيّ ؟ أليس يطالب بالحريّة والدّيموقراطيّة وإطلاق المعتقلين ؟! لكنّكم أرسلتم لهم درع الجزيرة الذي سحق دوار اللّؤلؤة الذي أصبح رمزا لثورة البحرين ؟!

ثامناً: بالنّسبة للقوميّة : سوريا لم تتخلّى عن دورها القوميّ ولكن أنتم من خذل سوريا في كل المناسبات وليس آخرها حرب تشرين ( راجع وثائقي الجزيرة عن الحرب وكيف خدعت مصر سوريا لإجبارها على دخول الحرب وكيف سرّب ملك الأردن للكيان الصّهيوني موعد الحرب؟). والآن وبعد خسارة مصر والأردن عسكريّا بتوقيعهما اتفاق الإستسلام لإسرائيل مع من تريدنا حضرتك أن نتحالف لشنّ الحرب على الكيان الغاصب ؟! مع قطر مثلا وجيشها العرمرم ؟ أم مع المملكة التي تشتري جلّ سلاحها من واشنطن بشرط عدم استخدامه في وجه أصدقاء واشنطن ؟! أكثر من ذلك : لم لا نتحالف مع إيران وهي الّتي أنزلت علم الكيان وأغلقت سفارته ورفعت مكانه علم فلسطين ؟ لم نرد اليد التي تمتد لمساعدتنا ؟! الكلّ يعرف أن إيران تدعم حزب الله وحماس في وجه العدو في وقت تغلقون أنتم فيه الأبواب أمام المقاومين لدفعم لاستسلام مماثل لما حصل في مصر والأردن ؟! ولا بأس أن اذكرك هنا أيضاً أن دويلتكم قطر كانت من بين الدول التي رفضت الإعتراف بفلسطين كدولة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة!

تاسعاً: لم يفكر الرّئيس يوماً إلا بوحدة التّراب السّوري على الكعس من ذلك فإن ثواركم هم من رفع شعارات الفدراليّة والتقسيم وشعارات من قبيل: العلويّين ع التّابوت …. والمسيحييّن ع بيروت منذ بداية الحراك. والغريب في الأمر انّك تتظاهر بأنك لم تشاهد هذه الفيديوهات على اليوتيوب مع أن اليوتيوب كان المصدر الرّئيسي لأخبار جزيرتكم آنذاك!!

عاشراً: كان سيزعجنا أكثر لو أن واشنطن أو تل أبيب صوتتا لصالحنا في المحافل الدوليّة. ولكن ألا يزعجكم أنتم أن تصوّت تل أبيب كما صوّتم أنتم ؟ بالتأكيد لا يزعجكم وأنتم تتبجّحون بعلاقات اقتصادية معها، وتستقبلون جنرالاتها على شاشاتكم أيام الحرب لتحتلّوا عقولنا وتجبرونا على التّطبيع الفكريّ معهم وتظهرونهم بمظهر المعتدى عليه.

اخيراً: إن خرجنا منتصرين من هذه الحرب فشعبنا هو المنتصر وهذا ما نرجوه لأننا ندافع في النهاية عن شعبنا، و ستسقط في ذات الوقت امبراطوريات سياسية وإعلامية وهذا ما نرجوه ولا بأس في تقديم شهداء لإسقاط المتآمرين والمتخاذلين والمأجورين