فيما يواصل المئات من أبناء محافظة الأقصر المصرية من العاملين بالسياحة وأعضاء الحركات والائتلافات الثورية، اعتصامهم أمام ديوان عام محافظة الأقصر، أعلن حزب “البناء والتنمية”، الذراع السياسية للجماعة الإسلامية بمصر، أن الجماعة لم تطلب تعيين أحد أعضائها في أي منصب منذ تولي الرئيس محمد مرسي مقاليد الحكم، بل رفضت تعيين المحافظ الجديد للأقصر عادل الخياط، ولكن الرئاسة أصرت على تعيينه، وذلك في مؤتمر صحافي عقده الحزب، الأربعاء.
وترددت أنباء بقوة في أروقة المحافظة أن المحافظ الجديد يدرس تقديم استقالته، خاصة مع إصرار القوى الثورية على منعه من الدخول، وبحسب ما قاله عامر عبدالرحيم، القيادي بالجماعة الإسلامية لـ”العربية.نت”، فإن “الجماعة لن تمانع في تقديم المحافظ استقالته، لأنها أصلاً لم ترشحه ولم ترغب في تعيينه محافظاً للأقصر لولا إصرار الرئاسة”.
وقال نصر القوصي، الناطق باسم جبهة الإنقاذ بالأقصر لـ”العربية.نت”: “إن الشباب الثوري ما زال يحاصر مبنى ديوان المحافظة لمنع الخياط من دخوله، وقد حاولت الجماعة الإسلامية اقتحام اعتصام شباب الثورة لدخول المحافظ، ولكن أمام التجمهر الكبير لأهالي وشباب الثورة فشلت محاولتهم لإدخال المحافظ ديوان المحافظة”.
وأكد القوصي أن “أزمة تعيين قيادي بالجماعة الإسلامية وصلت إلى العالم منذ أول يوم صدر فيه قرار اختياره، حيث ألغت شركات سياحية عالمية حجوزاتها منذ اليوم الأول لتعيينه، فوجود محافظ له سابقة تاريخية مع جماعة إسلامية انتهجب العنف ضد السياحة خطر في حد ذاته، وسيوقف السياحة تلقائياً حتى لو كان المحافظ المذكور إدارياً جيداً ويؤمن بالسياحة، وحتى لو تبرأت الجماعة من مذبحة الأقصر الشهيرة عام 1997”.
وقال صفوت عبد الغني، القيادي بالجماعة الإسلامية “الجماعة رفضت تعيين الخياط وزيراً للسياحة، ولكن الرئاسة أصرت والجماعة أيضاً تبرأت من حادث الأقصر عام 1997 وقتها”.
وقال أسامة رشدي، القيادي بالجماعة “إننا رفضنا العنف وسيلة للتغيير، وراجعنا أفكارنا، وأدنّا حادث الأقصر الذي وقع عام 1997 فيما يطلق عليه مذبحة الدير البحري”.
الآثار تراث إنساني وحضاري
وقال عامر عبدالرحيم، المتحدث باسم “البناء والتنمية” لـ”العربية.نت”: “إن هناك حملة منظمة لإرهاب الناس من الجماعة الإسلامية، علماً بأن الجماعة لم ترتكب مذبحة الأقصر، كما أن المحافظ الجديد سعد الخياط كان منتمياً للجماعة حتى عام 1981 ثم خرج منها ولم تتم إدانته في أعمال عنف حتى عاود نشاطه داخل حزب البناء والتنمية، وترقى في الجهاز الإداري المصري حتى وصل إلى منصب وكيل وزارة، كما أنه من أهالي الأقصر والأدرى بمشاكلها وهمومها، فهل كونه ينتمي للجماعة الإسلامية يتم حرمانه من الترقي والعمل العام وتولي المناصب”.
ونفى عامر عبدالرحيم وجود صفقة بين الرئاسة والجماعة الإسلامية لمساندته في تظاهرات 30 يونيو القادم مقابل تعيين محافظ منهم قائلاً “نحن لم نطلب تعيين محافظ من الجماعة، ولم نعقد صفقات، ولكن كل ما يجري إجمالاً هو تشويه للحركة الإسلامية، والمعارضة مع فلول النظام البائد يمارسان الآن سياسة الإقصاء للإسلاميين”.
وأكد عامر عبدالرحيم أن محافظ الأقصر له رؤية إدارية وتنموية، وما يقال إن السياحة ستتوقف في الأقصر فعلى من يقول ذلك أن ينتظر أفعال المحافظن وإذا توقفت يمكن محاسبته، أما الإقصاء والحكم على الأشخاص دون النظر لأفعالهم فهذا غير مقبول، ونحن في الجماعة الإسلامية لدينا استعداد لأن يقدم المحافظ استقالته إذا لزم الأمر، فلسنا أصحاب مطامع”.
وحول ما يقال عن تحريم الجماعة للسياحة والآثار، يقول عامر عبدالرحيم “الجماعة الإسلامية لا تحرم السياحة وتعتبر الآثار تراثاً حضارياً يتوجب على الناس معرفتها، فهذه المقولات إنما للتشويه فقط احتجاجاً على تعيين المهندس عادل الخياط القيادي بالجماعة الإسلامية محافظاً للأقصر”.
احتجاجات أمام مبنى المحافظة
وأغلق العشرات من المعتصمين صباح اليوم، الطريق المواجه لمبنى ديوان عام محافظة الأقصر بعد وصول أنباء عن وصول المهندس عادل الخياط، ظهر اليوم، لمكتبه لمباشرة عمله، فيما أخلى مسؤولو الأمن مبنى الديوان الموظفين، صباح اليوم، عقب ساعة ونصف من وصولهم، خشية اقتحام المعتصمين للمبنى.
وقام طلاب الفنون الجميلة بكتابة عبارات تستنكر قرار تعيين الخياط، وكتبوا على الحائط الخارجي لمكتب المحافظ “عندما يكون الرئيس فاشلاً.. يكون المحافظ قاتلاً”.
وفي المقابل، قام العشرات من أعضاء الجماعة الإسلامية بتنظيم وقفة تضامنية مع المحافظ الجديد، وطالبوا أبناء المحافظة بإعطائه فرصة للعمل والحكم عليه من خلال أدائه، ورفعوا لافتة عملاقة في الساحة الخلفية لمعبد الأقصر كتب عليها “العاملون بالسياحة يرحبون بالسيد المحافظ”.