(CNN) — قال الجنرال الأمريكي المتقاعد، ويسلي كلارك، القائد السابق لحلف شمال الأطلسي “ناتو” والذي نشر مؤخرا كتابه الجديد تحت عنوان “لا تنتظروا الحرب المقبلة: استراتيجية لأمريكا من أجل النمو وقيادة العالم” إن التركيز يجب أن ينصب على احتواء داعش، بانتظار تجهيز القوات البرية التي ستكون قادرة على تدميره، منتقدا غياب الرؤية الأمريكية لمستقبل سوريا بمرحلة ما بعد الأسد، وحذر من تكرار خطأ العراق بمرحلة ما بعد صدام حسين.
وردا على سؤال حول ما إذا كان إسقاط المساعدات العسكرية جوا على المقاتلين في كوباني فكرة جيدة قال كلارك: “بالتأكيد فهذا ما يجب علينا فعله، فلن نكسب شيئا إذا تمكن داعش من السيطرة على كوباني.”
وحض كلارك على معالجة المخاوف التركية قائلا: “لدى تركيا مشاكلها الداخلية الخاصة ويجب أن يكون هناك صفقة ما يكون فيها فائدة للأطراف كافة، فتركيا قلقة بشأن النشاطات الإرهابية لحزب العمال الكردستاني، كما تشعر بالقلق بسبب الدعم الإيراني لهذا الحزب الإرهابي. هناك الكثير من الاتجاهات المتصارعة والمتضاربة في الشرق الأوسط، ولذلك من صالحنا وضع جنود على الأرض بل تقديم المساعدة” عبر العمليات الجوية>
وعن إمكانية أن تسقط الأسلحة التي تنقلها الطائرات الأمريكية بيد عناصر داعش رد كلارك بالقول: “هذا الاحتمال وارد بحال عدم تمكن الطائرات من إسقاط المواد فوق المناطق المحددة أو إذا لم يتمكن الأكراد من الدفاع عن أنفسهم وسقطت أسلحتهم بيد داعش، ولكن نفترض أن الذين يشرفون على عمليات الإمداد الجوي لديهم الخبرة الكافية للقيام بذلك.”
وطمأن كلارك إلى مصير الأسلحة بالقول: “هناك قتال عنيف يجري على الأرض وقد اضطر عناصر داعش إلى الانسحاب من بعض المناطق داخل كوباني، وبالتالي فنحن نتحدث عن منطقة واسعة يمكن أن تجري فيها عمليات الإمداد الجوي بشكل دقيق.”
وحول مدى نجاح الاستراتيجية الأمريكية ضد داعش ناجحة قال الجنرال الأمريكي المتقاعد: “ما علينا فعله بمواجهة داعش هو بناء تحالف دولي يكون له قدرة نشر قوات على الأرض، وهي قوات لن تكون أمريكية، وبالتالي فسيكون علينا تدريبها وتوفير الدعم الجوي الأمريكي لها، وهذه الأمور ستحتاج إلى وقت ولا يمكن القيام بها بين ليلة وضحاها، وما علينا فعله الآن هو وقف داعش واحتواء اندفاعته، وبذل الجهد لمنعه من مواصلة التوسع وتأمين الموارد النفطية لنفسه.”
ولكن كلارك انتقد غياب الرؤية الأمريكية لتطور الأحداث في سوريا قائلا: “الاستراتيجية الأمريكية ناجحة جزئيا، ولكن لا يمكن تحقيق كل الأهداف دون قوات على الأرض أو تأسيس حكومة تدير الأمور. هناك غياب اليوم لاستراتيجية واضحة حول كيفية الحكم في سوريا بعد القضاء على داعش، وهو الخطأ نفسه الذي حصل بالعراق بعد إسقاط نظام صدام حسين. نحن لا نريد التدخل بقوات برية في سوريا، ولكن ما لا نريد حصوله هو أن نرى نظام بشار الأسد يستفيد من هزيمة داعش لبسط سيطرته، وهذا ما قاله الرئيس باراك أوباما، هدفنا ليس مساعدة بشار الأسد.”
ورأى كلارك أن هناك حاجة للبحث عن هوية من يملأ الفراغ بحال رحيل الأسد عن السلطة منعا لتكرار خطأ العراق، ولكنه أقر بوجود تحديات لذلك قائلا: “لدينا المعارضة المعتدلة وهي تعمل منذ سنوات، والبعض يقلل من أهمية قدراتها، ولكننا نقدم لها المساعدة، وبالطبع سترحب تلك المعارضة بالحصول على حماية أمريكية لها لتتقدم نحو شمال سوريا ووضع علمها على الأرض وإعلانها منطقة محررة خاضعة لسيطرتها.”
وختم الجنرال الأمريكي بالقول: “لا أعلم لماذا لم نقم بفعل ذلك بعد، وربما يعود السبب إلى أننا لم نقرر بعد إلى أي مدى نريد معارضة الأسد فهو يحصل على دعم روسيا وربما يستخدم إمكانيات الدفاع الجوي الروسية الموجودة لديه من أجل مواجهة طائراتنا إذا تدخلنا، ولذلك فهناك الكثير من الأمور على المحك هنا.”