الجيش السوري يبني جدارا فاصلا في حي بابا عمرو

أ ف ب- ظن أهالي حي بابا عمرو في حمص، وهو أحد أهم معاقل الاحتجاج على نظام بشار الأسد، أنهم شهدوا كل أشكال القمع من حظر تجول وقصف مستمر واستهداف من القناصة… لكن الجيش النظامي المصمم على إخماد المعارضة وجد وسيلة جديدة لعزل الحي عن المدينة تماما ليزيده عزلة على عزلته، فقرر بناء جدار فاصل.
ويقدر مراقبون الوكالة الفرنسية ارتفاع الجدار الفاصل بحوالي الثلاثة أمتار وطوله بحوالي كيلومترين.
وحسب الإحصاءات التي نشرها “المرصد السوري لحقوق الإنسان” فقد ارتفعت آخر حصيلة للقتلى في سوريا إلى أكثر من 11 ألف شخص .
وقال سليم قباني ناشط من مدينة حمص:” بدأ الجيش وقوات الأمن في تشييد الجدار بعد أقل من أسبوع من آخر هجوم على حي بابا عمرو – أعاد الجيش النظامي السيطرة على الحي في أول مارس/آذار الماضي. استغرق بناء الجدار قرابة الشهر، وكان من المستحيل الاقتراب منه خلال بنائه – يقول الشخص الذي صور شريط فيديو عن الجدار-  أنها المرة الأولى التي يتمكن فيها من الاقتراب من الجدار إلى هذا الحد لتصويره. لكنه لم يتمكن شخصيا من التقاط صورة واحدة ولا حتى من بعيد.”
 لا يملك أهالي بابا عمرو سوى بضع ساعات في اليوم للخروج من منازلهم لشراء بعض الحاجيات، حسب الشهادات التي أدلى لي بها البعض، فحظر التجول لا يكاد يرفع حتى يطبق من جديد. والهدف من ذلك هو عزل الناس أكثر فأكثر عن باقي المدينة. لكن يبدو أنه ليس الهدف الوحيد، فأغلب السكان غادروا الحي. ويبدو أن الهدف من ذلك هو تمكين السلطات من مواجهة أي عملية قد يقودها الجيش السوري الحر، والجيش السوري الحر متمركز أساسا في حمص لكن نشاطه انقطع تقريبا منذ أن استعاد الجيش النظامي السيطرة على الحي في أول آذار/ مارس. وفي حال تمكن الجيش السوري الحر من استعادة السيطرة على الحي، وهو أمر مستبعد، سيقف الجدار حائلا في وجه توسيع عملياته إلى باقي أحياء حمص.
ويقول احد السكان:” إن بناء مثل هذا الجدار كان له وقع الصدمة على أهالي المدينة لأنه يذكر رمزيا بجدار الفصل الذي بناه الإسرائيليون، هذه الحكومة تتعامل معنا كمحتل.”

صورة ملتقطة عبر قمر اصطناعي بعض التفاصيل التوضيحية وتمكن الصورة من رؤية رسم الجدار ومختلف الحواجز التي تمثل نقاط تمركز الجيش النظامي