كشف فراس الخطيب، مسؤول التواصل في مفوضية الأمم المتحدة للاجئين بالعاصمة السورية دمشق عن أعداد المتضررين من الأوضاع الحالية في سوريا لشهر نوفمبر/ تشرين الثاني بهذا العام، إذ قال إن “13.5 مليون سوري بحاجة لمساعدات إنسانية داخل سوريا، بينهم 6.5 مليون نزحوا من بيوتهم نتيجة النزاع المسلح، إلى مناطق يعتبرونها أكثر أمناً، سواءً داخل المحافظة السوريّة الواحدة أو محافظات أخرى، في حين بلغ عدد اللاجئين حديثا 4.2 مليون لاجئ تتوزع أغلبيتهم بين الدول المجاورة لسوريا ودول أخرى، ومعظمهم مسّجلون رسمياً لدى المفوضيّة العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة.”
كما صرحّ الخطيب بأن الأمم المتحدّة “لم تحصل سوى على 40 في المائة فقط من مبلغ 2.9 مليار دولار الذي طالبت به لتقديم الإغاثات في سوريا بداية العام الحالي، واستطعنا الوصول إلى 3.3 مليون شخص داخل الأراضي السوريّة هذا العام بمختلف المساعدات الإنسانية، ومنها الرعاية الاجتماعية، والتعليم والصحّة، بالإضافة للدعم النفسي الاجتماعي، والمواد الإغاثية المختلفة ماعدا الطعام.”
وأشار الخطيب إلى أن المفوضية تتعاون في مجال الإغاثة مع الحكومة السورية بمختلف وزاراتها ودوائرها المختصّة، وبالشراكة مع ما يزيد على 13 شريكا، تتضمن منظمة الهلال الأحمر العربي السوري وجمعيات ومؤسسات أهلية محليّة ودولية، بالإضافة إلى الأمم المتحدة بكافّة وكالاتها المتواجدة في سوريا، والتي تقود المفوضية جهودها الموزعّة على كامل البلاد.
وأضاف أن “الحالة الأمنية والتطورات الميدانية للنزاع المسّلح، وما يترتب عليها من إغلاق الطرق في بعض الأحيان” تُعتبر التحدي الأبرز لجهود المفوضية العليا للاجئين، “حيث يمنع ذلك قوافل المساعدات من الوصول إلى مستحقيّها.”
وتابع الخطيب: “هناك مناطق محاصرة أو صعب الوصول إليها تضم قرابة الـ4.5 مليون شخص، نحاول أن نصل إليها دائماً، عن طريق شركائنا على الأرض،” وأكد وصول المساعدات إلى المحتاجين في تلك المناطق فعليا ولك ليس بنفس مستوى تدفق المساعدات إلى باقي المناطق.
ولا تستطيع المفوضيّة “الوصول لمحافظتي الرقّة ودير الزور” حيث يُذكر وجود نفوذ لتنظيم “داعش”، “وتواجه صعوبات بالوصول لمعظم مناطق محافظة إدلب حديثا.”
وتأتي تصريحات الخطيب لشبكتنا في إطار الزيارات الدوريّة التي يقوم بها طاقم المفوضية لمراكزه بسوريا، وتشمل زيارات لحمص وحماه وطرطوس واللاذقية حيث تفتتح مركزاً جديداً هناك بالتعاون مع الأمانة السوريّة للتنمية.
وأشار الخطيب إلى أن عدد المراكز المجتمعية التي تم افتتاحها على الأراضي السورية “بلغ مؤخراً 26 مركز يُقدم حزماً متكاملة من المساعدات والرعاية الاجتماعية، تشمل الصحة والتعليم والدعم النفسي ومنحا صغيرة للأعمال.”
وتابع: “نسعى لزيادة عدد تلك المراكز إلى 50 في العام المقبل، كما ندعم 21 عيادة تقدم العناية الصحيّة للمستفيدين، بالإضافة إلى دعمنا العديد من المبادرات الشبابيّة عن طريق المساعدة بتوفير فرص للعمل والتدريب التقني.”
وأطلعنا الخطيب على تقدم حملة الشتاء الحالية، التي “بدأت منذ منتصف شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وتسعى لتزويد 750 آلاف مستفيد بحلول نهاية العام الحالي بالمواد الضرورية، مثل البطّانيات والشوادر البلاستيكية الإضافية والملابس الشتوية، والسجّاد والفرش، ويزيد عليها في حلب توزيع أكياس للنوم ومجموعة مواد مخصصة لمراكز الإيواء المنتشرة بالمدينة.”
وتعتبر سوريا للعام الثاني ذات أعلى عدد للاجئين في العالم، بعد أن كانت من البلدان الأكثر استضافة لهم على مدى عقود سبقت سنوات الحرب.
ولا تشمل هذه الأعداد اللاجئين السوريين الذين يتواصل تدفقهم لأوروبا، إذ تشير تقديرات غير رسمية إلى كونهم يشكلّون 40 في المائة من مليون طالب لجوء وصلوا إلى بلدان عديدة في القارة الأوربية بطرقٍ غير شرعية خلال العام الحالي
اللهم ارحم هؤلاء الضعفاء برحمتك الواسعة وارزقهم من حيث لايحتسبون