أخذ إيقاع إنجاز التسوية على خيار انتخاب رئيس تيار “المردة” النائب سليمان فرنجية، يتجه إلى التريث بفعل اعتراض 3 أحزاب مسيحية رئيسية عليه، بحسب مصادر تحدثت لصحيفة “الحياة” اللندنية.
ورجحت مصادر معنية بجملة محطات على طريق انضاج مبادرة زعيم تيار “المستقبل” الرئيس سعد الحريري بإعلان ترشيحه لفرنجية، تأخيرها، ومنها انتقال الأول إلى بيروت التي كانت مقررة غداً الثلاثاء، إلى حين اتضاح صورة المواقف.
وقالت مصادر مؤيدة لخيار فرنجية إن تفاعلات مبادرة الحريري بتأييد فرنجية للرئاسة هو ورئيس اللقاء النيابي الديمقراطي وليد جنبلاط أدت إلى خلخلة العلاقات في كل من تحالفي 14 و8 آذار أكثر من المتوقع كالآتي:
1 – إن العلاقة بين تيار “المستقبل” وبين “القوات اللبنانية” المعارضة بشدة لخيار فرنجية تدهورت إلى درجة باتت معها الأخيرة تفصح عن انتقاداتها علناً، كما جاء على لسان النائب في “القوات” أنطوان زهرا أمس الذي رفض مثل زعيم “التيار الوطني الحر”، العماد ميشال عون أن تبلّغ الجهات المسيحية من الجانب الإسلامي الترشيح للرئاسة. وما كان ينسب إلى مصادر “القوات” إنها قد تلجأ إلى تفضيل عون، ويرى فيه فرقاء آخرون مناورة، جاهر به النائب زهرا مشيراً إلى أن الأولوية لعون في المفاضلة بينه وبين فرنجية.
وقالت مصادر سياسية واكبت الخلاف إن رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع يوجه انتقادات قاسية لزعيم “المستقبل” في مجالسه لانفراده بالاتفاق مع فرنجية، ويهاجم تصريحات الأمين العام للتيار أحمد الحريري بعد قوله إنه إذا فشلت مبادرة زعيم المستقبل هناك مخاوف من حرب أهلية ثانية.
كما أن اجتماعاً غير رسمي عقد الأحد لبعض قيادات قوى 14 آذار، حضره من جانب “المستقبل” رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة ونائب رئيس “القوات” النائب جورج عدوان، اقتصر على الاستماع لاعتراض “القوات” على خيار فرنجية، انتهى إلى بقاء الفريقين على موقفهما، لكن مصادر المجتمعين قالت لجريدة “الحياة” إن عدوان لم يبلغهم أن القوات ستذهب إلى خيار دعم عون مقابل تأييد “المستقبل” لفرنجية، بعدما سأله السنيورة عن البديل الذي تقترحه «القوات» لفرنجية.
2 – إن تلويح جعجع بتأييد عون للرئاسة فهم من محيط فرنجية على أن هدفه استبعاده فقط، فضلاً عن أن استمرار الانتقادات من قبل أوساط عون وفي تصريحات رئيس «التيار الحر» الوزير جبران باسيل، دفع ببعض مؤيدي فرنجية الى التلميح بأنه لا مانع من خوض معركة بينه وبين عون في البرلمان، في جلسة انتخاب الرئيس في 16 الجاري. إلا أن مجرد التلويح بهذا الاندفاع أدى الى تدخل «حزب الله» لدى الحلفاء تفادياً لتطور الصراع بين الحليفين. وأدى هذا التدخل الى اصدار فرنجية تغريدته على «تويتر» بأن «أينما كنا لن نختلف مع الجنرال عون»، منعاً لأي تأويلات لموقفه.
وأفادت صحيفة «الحياة» أن لقاءات جرت بين فريق من حزب الكتائب وآخر من تيار «المردة»، للبحث في الضمانات التي طلبها رئيس الكتائب سامي الجميل من فرنجية، حول مدى التزامه سياسة النأي بالنفس وتحييد لبنان عن الصراعات الإقليمية وسورية، وسلاح «حزب الله» وحصرية السلاح بيد الدولة وقانون الانتخاب، حيث يرفض الجميل اعتماد قانون الستين مجدداً. وقالت مصادر واكبت هذه الاجتماعات إن الكتائب تتوقع أجوية عن هذه العناوين خلال اليومين المقبلين، مع احتمال عقد لقاء قريب بين فرنجية والجميل.
ويتساءل مؤيدو ترشيح فرنجية رداً على الحملة على تزكيته من قيادات إسلامية: لماذا كان مؤيدو عون يفاوضون قبل أشهر الحريري وهذه القيادات الإسلامية على دعم الجنرال، وهل يمكن إلغاء الحريري وجنبلاط ورئيس البرلمان نبيه بري من المعادلة كزعامات أساسية يفترض التفاوض معها على الرئاسة؟ وأثار هذا الانتقاد من عون والذي انضمت اليه «القوات اللبنانية» حفيظة الرئيس بري الذي نقل عنه زواره القول ان ترشيح فرنجية جاء بناء على اتفاق القادة الموارنة الأربعة، عون، جعجع، الرئيس أمين الجميل وفرنجية في البطريركية المارونية بأن يكون الرئيس واحداً منهم باعتبارهم أقطاب الموارنة، ورفَضَ بري الشحن الطائفي.
وقال البطريرك الماروني بشارة الراعي الذي بدأ زيارة إلى طرطوس في سوريا الأحد، إنه “بعد سنة و7 أشهر عجزت الكتل النيابية عن انتخاب رئيس بقرار من الداخل، فجاءت مبادرة جدية من الخارج، لا من شخص فرد». ودعا الكتل السياسية «الى درس جدي لهذه المبادرة بروح المسؤولية الرفيعة لانتخاب رئيس بقرار وطني موحد وشامل بحيث لا يفرض فرضاً”.