الحكومة التونسية تقرّ بوجود تنظيم القاعدة في البلاد

أقرّ الناطق الرسمي لوزارة الداخلية محمد علي العروي أن مجموعتي “جبل الشعانبي” الإرهابيتين مرتبطتان بتنظيم القاعدة وذلك في اللقاء الإعلامي الذي عقدته صباح اليوم وزارتا الدفاع و الداخلية، وهي المرة الأولى التي يعلن فيها مصدر أمني رفيع المستوى عن وجود تنظيم القاعدة في تونس.
ويحدث هذا في وقت اتهم جهادي تونسي الجزائر بالوقوف وراء أحداث جبل الشعانبي، بدافع “محاربة الإسلام والموحدين”.
وكانت التصريحات تتحدث عن مجموعات مسلحة وعناصر متطرفة، وكانت قوات الحرس والجيش الوطنيين التونسيين قد حاصرت منذ أيام مجموعتين إرهابيتين تتكون الأولى من 15 عنصراً بولاية الكاف وأخرى من 20 عنصراً بالشعانبي بولاية القصرين.
وأضاف الناطق الرسمي لوزارة الداخلية أن الإرهابيين مرتبطون بكتيبة “عقبة ابن نافع” التابعة لتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، وأنه تم عزل المجموعتين وإيقاف أبرز مزوديهما بالمواد الغذائية.
ووصل كل من الرئيس التونسي المنصف المرزوقي ورئيس أركان الجيش الجنرال رشيد عمار إلى منطقة المواجهات على متن مروحيات تابعة للجيش وسط تعزيزات أمنية وعسكرية كبيرة، فيما أعلنت السلطات الأمنية عن توسيع دائرة العمليات لتشمل منطقة عين أم هاني من معتمدية وادي مليز في ولاية جندوبة، التي تقوم فيها قوات الجيش بحملات تمشيط.
وكان الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية الرائد محمد علي العروي قد صرح خلال المؤتمر الصحافي الثلاثاء عن اعتقال 37 شخصا من الجماعات الإرهابية، وقال إن السلطات الأمنية قد أحبطت مخططا إرهابيا كان يستهدف استقرار أمن البلاد.

وأضاف ممثل وزارة الداخلية أن 20 إرهابيا، هم 9 تونسيين و11 جزائريا يتحصنون حاليا بجبل الشعانبي الذي تمت محاصرته من طرف قوات الأمن والجيش من مختلف الجهات.
قيادي سلفي: الجزائر وراء أحداث الشعانبي
وفي سياق متصل، اتهم أحد قيادات التيار الجهادي في تونس، الجزائر بالتورط في أحداث جبل الشعانبي، وأعلن الشيخ كمال زروق من خلال شريط أنتجته مؤسسة “البيارق” الإعلامية الذراع الاعلامي لتنظيم أنصار الشريعة، وحصلت “العربية نت” على نسخة منه مسؤولية، الجزائر “المخابرات” بالتورط في أحداث جبل الشعانبي من محافظة القصرين الأخيرة.
وقال الشيخ زروق إن “هذه الأحداث من صنع المخابرات الجزائرية وبصماتها واضحة وجلية, فيا أهل تونس إياكم والمخابرات الجزائرية فقد قامت بنفس السيناريو منذ تسعة عشر سنة, فقتلت الأطفال واغتصبت النساء وذبحت المستضعفين في الجزائر وألصقت التهمة بأهل السنة والجماعة, فاضطروا الى الصعود إلى الجبال دفاعا عن أنفسهم”.
وأضاف الشيخ كمال زروق “إن الدليل على كلامي هو التضارب الحاصل بين تصريحات وزارة الدفاع التي نفت وجود اشتباكات، وأقوال وزارة الداخلية التي أكدت وجود اشتباكات مع المجموعة المسلحة, كما أن تسلسل الأحداث منذ زيارة الجنرال الأمريكي قائد الأفريكوم إلى تونس الشهر الماضي ثم زيارة علي العريض إلى الجزائر الأسبوع الماضي يشير إلى سياسة مضبوطة لضرب المسلمين والموحدين, فهم يريدون أن يكرروا أحداث الجزائر في تونس, ونقول لكم ذلك لن يحدث فشبابنا سينتصر للشعب”.
وأشار الشيخ زروق إلى أن مصدر الألغام هو الجيش الجزائري “ولا أحد يملك هذه الألغام المتطورة غيره، فحتى الجيش التونسي لم يستطع التعرف عليها بآلياته، وكل ذلك يأتي في سياق تنفير الناس من الدين ومحاربة الإسلام والتوحيد ” على حد قوله.
وكانت جريدة الشروق التونسية قد أوردت الثلاثاء، نقلا عن مصادر مطلعة أن وزير الداخلية الجزائري دحو ولد قابلية عرض على رئيس الحكومة علي العريض تكفل الأجهزة العسكرية الجزائرية بتمشيط الجانب التونسي من الحدود المشتركة بين البلدين للبحث عن العناصر الإرهابية المتحصنة في المناطق الجبلية في تلك الحدود.