تخوض جماعة الحوثي المسلحة، والمدعومة من إيران، معركة كسر عظم مع قبيلة حاشد، التي تعد أبرز القبائل اليمنية، وتشكل بحسب مراقبين الجدار العازل بين المسلحين الحوثيين والوصول إلى العاصمة اليمنية صنعاء .
وفيما تواصل لجنة الوساطة الرئاسية جهودها لوقف تلك المواجهات الدائرة، أكدت مصادر أمنية وقبلية سقوط نحو 140 شخصا معظمهم من الحوثيين، في الحرب الدائرة منذ نحو أسبوعين بين جماعة الحوثي المسلحة وقبائل العصيمات التابعة لحاشد بمحافظة عمران شمال العاصمة اليمنية صنعاء .
ورأى مراقبون وباحثون أن تلك المواجهات التي اضطرت قبيلة حاشد وخصوصا أبناء منطقة العصيمات لخوضها هي دفاع عن أرضهم وممتلكاتهم التي أرادت جماعة الحوثي الشيعية المسلحة المدعومة من إيران أن تستولي عليها من أجل كسر شوكة القبائل القوية والتمدد في مناطق نفوذ جديدة .
وفي هذا السياق اعتبر الباحث والمحلل السياسي، محمد مصطفى العمراني، أن “هناك أهدافا عدة تسعى جماعة الحوثي لتحقيقها، ومن أبرزها تدمير قبيلة حاشد التي يتزعمها الشيخ صادق بن عبدالله بن حسين الأحمر وهي تشكل الحاجز الوحيد الذي يحول دون وصول جماعة الحوثي المسلحة إلى العاصمة صنعاء والاستيلاء عليها” .
الانتقام من القبائل
وقال العمراني لـ”العربية.نت” إن “جماعة الحوثي تسعى من خلال هذه المواجهات إلى الانتقام من القبائل، التي وقفت مع الدولة في حروبها الست الماضية مع الحوثيين، إدراكاً من تلك القبائل لخطورة المشروع التخريبي الإيراني.”
وأضاف، “تسعى ميليشيات الحوثي للسيطرة على مناطق جديدة في عمران، لتوسيع نطاق مواردها المالية، فالقبائل التي تخضع لميليشيات الحوثي يتم جباية الزكاة منها والخمس وغيرها من الأموال الطائلة التي تجبى تحت عناوين شتى.”
ومنذ بداية الأزمة التي يشهدها اليمن منذ مطلع 2011، أصبحت محافظة صعدة (شمال البلاد) معزولة عن الدولة وسلطاتها حيث يمارس زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي وجماعته مهام الدولة.
وبرغم مشاركتهم في مؤتمر الحوار الوطني، فإن الحوثيين يرفضون الاعتراف بالمبادرة الخليجية، كما أن السلطات اليمنية تتهمهم في المقابل بتلقي دعم مالي وسياسي وعسكري من طهران .
وكان مؤتمر للقبائل اليمنية انعقد مؤخرا بصنعاء، قد طالب بنزع سلاح الحوثيين إذا ما أرادوا أن يكونوا جزءا من الحياة السياسية في البلد.