تفجرت أزمة دبلوماسية جديدة بين السودان والمملكة الأردنية، على خلفية بيان المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية، فاتو بنسودا، بشأن الدولة العربية الأفريقية، والذي جرت مناقشته أمام مجلس الأمن في وقت سابق من الشهر الجاري.
وأمرت وزارة الخارجية السودانية الاثنين، باستدعاء السفير الأردني لدى الخرطوم، عايد جميل الدرارجة، حيث قامت بتسليمه “رسالة احتجاج واستنكار بأقوى العبارات”، على مداخلة نائب المندوب الدائم للأردن بالأمم المتحدة، تعقيباً على بيان المدعية العامة للمحكمة الدولية.
وذكرت الخارجية السودانية، أن مدير عام الإدارة العامة للقضايا الدولية بالوزارة، السفير دفع الله الحاج علي، قام بنقل رسالة الاحتجاج إلى السفير الأردني.
ووصفت الخرطوم مداخلة المندوب الأردني بأنها كانت بمثابة إعادة إنتاج لما طالبت به مدعية المحكمة الجنائية الدولية ضد السودان، وأضافت أن “ما جاء في بيان الأردن كان محل دهشة واستغراب السودان، كونه يأتي من دولة عربية شقيقة، علاوة على تناقضه مع الموقف العربي والإسلامي الرافض تماماً لمواقف المحكمة الجنائية الدولية تجاه السودان.”
كما شددت الخارجية السودانية على “ضرورة تقديم اعتذار رسمي وعلني، خاصة أن جميع أهل السودان استنكروا بشدة هذا الموقف غير المبرر، والذي لا يتسق مع طبيعة العلاقات الأخوية المتميزة، التي تربط بين البلدين والشعبين الشقيقين”، بحسب البيان.
ونقل البيان عن السفير الدرارجة تأكيده “حرص بلاده على تطوير علاقات الإخوة والتعاون مع السودان”، كما أكد “عدم وجود أي تغيير في السياسة الأردنية تجاه السودان”، موضحاً أن “بيان نائب المندوب الأردني الدائم في نيويورك في تلك الجلسة، كان بياناً مرتجلاً ولم يكن مقرراً أو معتمداً من قبل وزارة الخارجية الأردنية.”
يُذكر أن بنسودا كانت قد وجهت اتهامات صريحة إلى مجلس الأمن بـ”التساهل” حيال ملف دارفور، و”التقاعس” في توقيف المسؤولين السودانيين المتهمين بارتكاب “انتهاكات جسيمة” في الإقليم، وفي مقدمتهم الرئيس عمر البشير، ومثولهم أمام المحكمة الدولية.
والله ما تحشمو وين عقولكم راكم مسلمين