يقوم الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، الأحد، بزيارة غير مسبوقة إلى الجنوب، الذي تشهد مدن فيه اضطرابات بعد دعوة إلى “العصيان المدني” وجهها الجناح المتشدد في الحراك الجنوبي المطالب بالانفصال، حسبما أفادت مصادر أمنية وشهود عيان.
وأكد مصدر أمني وصول هادي بعيد منتصف ليل السبت الأحد إلى عدن في زيارة مفاجئة، بعد سقوط 8 قتلى وعشرات الجرحى في المواجهات التي اندلعت منذ الخميس، وذلك في مدينتي عدن والمكلا (حضرموت).
وقال المصدر الأمني إن هادي “وصل للاطلاع عن كثب على ما يدور في عدن بعد تسجيل أعمال عنف تبناها خصوصا التيار المتشدد في الحراك الجنوبي بقيادة علي سالم البيض”، نائب الرئيس اليمني السابق المقيم في المنفى.
وكان وزير الدفاع اللواء الركن، محمد ناصر أحمد، وصل إلى عدن قبل هادي بساعات وعقد اجتماعاً ضم قيادات المناطق العسكرية والأمنية وناقش الأحداث التي شهدتها عدن خلال اليومين الماضيين، بحسب المصدر ذاته.
وتوجه هادي إلى محافظة أبين الجنوبية المجاورة، وهي مسقط رأسه، ليعاين الأضرار التي خلفتها أشهر من المعارك مع تنظيم القاعدة.
وكانت القاعدة سيطرت على معظم مناطق أبين في نهاية مايو/أيار 2011 مستفيدة من ضعف الدولة والاحتجاجات ضد الرئيس السابق علي عبدالله صالح، إلا أن الجيش تمكن من طرد المتطرفين من معاقلهم الرئيسية في يونيو/حزيران 2012.
وذكر مصدر عسكري من محيط الرئيس اليمني أن هذا الأخير جال في مدينتي زنجبار وجعار اللتين كانتا المعقلين الرئيسيين للقاعدة، ثم عاد إلى عدن حيث يفترض أن يتابع لقاءاته.
وفي هذه الأثناء، استمرت الاضطرابات في الجنوب لليوم الرابع على التوالي، إلا أنها هدأت بشكل ملحوظ في فترة بعد الظهر في عدن.
وذكر شهود أن ثلاثة أشخاص أصيبوا الأحد في عدن بالرصاص عندما حاول الجيش فتح طريق رئيسي في المعلا.
كما أصيب ثلاثة أشخاص بجروح بعد إطلاق النار عليهم الأحد في مدينة الحوطة، عاصمة لحج المجاورة، وذلك عندما حاولت الشرطة فتح الطريق بين عدن ومدينة تعز في جنوب صنعاء، بحسبما أفاد مصدر طبي في مستشفى ابن خلدون في لحج.
وأحرق محتجون مكتباً للتجمع اليمني للإصلاح، وهو حزب إسلامي مشارك في الحكومة، فيما أصيب شرطي بجروح في المكلا بحسب شهود.