كتبت صحيفة “الراي” الكويتية:
رغم تواريه فإن «ظاهرة» الشيخ احمد الاسير ما زالت حاضرة مع اطلالاته الدائمة على «تويتر»، وفي التقارير الامنية التي غالباً ما تتحدث عن علاقة ما للانتحاريين الذين «استجدوا» على المشهد اللبناني، بالبيئة التي وفّرها هذا الشيخ، الذي كان اتخذ من مسجد عبرا في صيدا مركزاً له، وخرج الى دائرة الضوء عبر خطاب مناهض لـ«حزب الله» تميّز في حينه بالتحدي والتحريض والسقف العالي، قبل ان ينتقل الى قطع الطرق، كواحدة من وسائل المواجهة «السلمية» التي نجح عبرها في جذب فئات من الشبان الفلسطينيين و«قلة» من شباب صيدا.
غير ان التطور الاكثر اثارة في ظاهرة الاسير كان انتقاله من التجييش الاعلامي والسياسي، الذي اتخذ منحى مذهبياً، الى التسليح يوم اعلن بنفسه عن تشكيل «مقاومة»، الامر الذي أقلق كثيرين وخصوصاً مع الدعم الخارجي الذي مكّنه من تحويل مصلى مسجد بلال بن رباح من مجرد 150 متراً مربعاً الى مجمّع يضم مباني عدة، ومن الاغداق في الرواتب على المناصرين الذين نجح في جذبهم، وهو الواقع الذي سرعان ما جعله وجهاً لوجه مع الجيش اللبناني، الذي تعرّض لاعتداء فردّ باجتياح معقله بمؤازرة جماعة سنية من «سرايا المقاومة» الموالية لـ «حزب الله» وبدعم من الحزب عينه.
لكن السؤال الذي ما برح يتردد هو: اين الشيخ احمد الاسير؟ ماذ حلّ به؟ وأيّ دور يضطلع به الآن؟
مصادر امنية قالت لـ«الراي» ان «الشيخ الاسير انتقل الى العمل الجهادي السري بعدما اعتبر ان لبنان تحوّل من ساحة نصرة الى ساحة جهاد»، كاشفة عن انه «غادر مخيم عين الحلوة الفلسطيني مع مجموعة من انصاره، ويقيم الان في منطقة القلمون السورية»، مشيرة الى ان «الشيخ الاسير بايع زعيم جبهة النصرة ابو محمد الجولاني على السمع والطاعة، فما كان من الاخير الا ان عيّنه اميراً للنصرة على لبنان».
ولفتت المصادر الى ان «ما يعزز هذه المعلومات ان غالبية الانتحاريين الذين نفذوا عمليات ضد بيئة “حزب الله” والمصالح الايرانية في لبنان خلال الاشهر الستة الماضية، هم من أتباع الاسير الذين خرجوا معه من لبنان، اضافة الى حالات استقطاب قوية سجّلها في صفوف شبان في المخيمات الفلسطينية وبعض المناطق اللبنانية كبيروت والشمال».
وتحدثت المصادر عن انه «تبيّن من خلال التحقيقات مع موقوفين من جماعة عبدالله عزام ان الاسير يملك تشكيلات عسكرية في منطقة القلمون، ويقوم بالتنسيق مع كتائب عبدالله عزام التي لم تعلن انحيازها لاي طرف في الصراع الدائر بين جبهة النصرة وداعش، ما يجعلها اكثر قدرة على الحركة في إرسال الانتحاريين».